لقد جردهم الامام بهذه الكلمات من الاطار الاسلامي ، واضافهم إلى آل أبي سفيان العدو الأول للاسلام وتزعم من بعده أبناؤه القوى الباغية عليه ، وما كارثة كربلا الا امتداد لاحقادهم واضغانهم على نبي الاسلام ... وقد دعاهم (ع) الى الاحتفاظ بالتقاليد العربية التي كانت سائدة في أيام الجاهلية من عدم التعرض للنساء والأطفال بأي أذى أو مكروه.
وانبرى الوغد الخبيث شمر بن ذي الجوشن فقال للامام :
«ما تقول يا ابن فاطمة؟»
وحسب الرجس أنه قد انتقص الامام بنسبته الى أمه سيدة النساء ، ولم يعلم أنه نسبه إلى معدن الطهر والنبوة ، وحسب الحسين فخرا ومجدا أن تكون أمه سيدة نساء العالمين حسبما يقول الرسول (ص) (١).
فقال له الامام
«أنا الذي أقاتلكم ، والنساء ليس عليهن جناح فامنعوا عتاتكم من التعرض لحرمي ما دمت حيا».
فأجابه الشمر الى ذلك ، وأحاط به القتلة المجرمون وهم يوسعونه ضربا بالسيوف وطعنا بالرماح ، فجعلت جراحاته تتفجر دما.
__________________
(١) الثغور الباسمة في مناقب السيدة فاطمة (ص ٨٣) للحافظ السيوطي من مصورات مكتبة الامام امير المؤمنين ، وجاء فيه روى عمران ابن حصين أن النبي (ص) عاد فاطمة وهي مريضة فقال لها : كيف أنت؟ قالت : اني وجعة واني ليزيدني ألما مالي طعام أكله ، قال يا بنية أما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ، قالت : فاين مريم؟ قال : تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك.