عن عينيه ، فرماه رجس بسهم محدد له ثلاث شعب فوقع على قلبه الشريف الذي يحمل العطف والحنان لجميع الناس ، فعند ذلك أيقن بدنو الأجل المحتوم منه فشخص ببصره نحو السماء وهو يقول :
«بسم اللّه وباللّه وعلى ملة رسول اللّه (ص) .. الهي انك تعلم انهم يقتلون رجلا ليس على وجه الأرض ابن بنت نبي غيري».
وأخرج السهم من قفاه فانبعث الدم كالميزاب فأخذ يتلقاه بيديه فلما امتلأنا رمى به نحو السماء وهو يقول :
«هون ما نزل بي أنه بعين اللّه»
وأخذ الامام من دمه الشريف فلطخ به وجهه ولحيته ، وهو بتلك الهيبة التي تحكى هيبة الأنبياء واندفع يقول :
«هكذا اكون حتى القى اللّه وجدي رسول اللّه (ص) وأنا مخصب بدمي ..» (١).
٤ ـ رماه الحصين بن نمير بسهم أصاب فمه الشريف فتفجر دما فجعل يتلقى الدم بيده ويرمي به نحو السماء وهو يدعو على الجناة المجرمين قائلا :
«اللهم احصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تذر على الأرض منهم أحدا» (٢).
وتكاثرت عليه السهام حتى صار جسده الشريف قطعة منها .. وقد أجهده نزيف الدماء واعياه العطش ، فجلس على الأرض ، وهو ينأ برقبته من شدة الآلام فحمل عليه وهو بتلك الحالة الرجس الخبيث مالك
__________________
(١) مقتل الخوارزمي ٢ / ٣٤
(٢) انساب الأشراف ق ١ ج ١