٢ ـ وقد جاء فيها «أما بعد : فقد بلغني أن حسينا قد سار إلى الكوفة ، وقد ابتلي به زمانك من بين الأزمان وبلدك من بين البلدان ، وابتليت به أنت من بين العمال ، وعندها تعتق أو تعود عبدا كما يعتق العبيد» (١).
وتحمل هذه الرسالة طابعا من القسوة والشدة ، فقد انذر فيها يزيد عامله ابن زياد فيما إذا قصر في مهمته ، ولم يخلص في حربه للحسين أن يفصم التحاقه ببني أمية ، ويعود إلى جده عبيد الرومي فيكون عبدا كسائر العبيد يباع ويعتق .. وقد اعلن ابن زياد ـ فور وصول هذه الرسالة إليه ـ الأحكام العرفية ، واغلق جميع الحدود العراقية فأخذ ما بين واقصة إلى طريق الشام ، وإلى طريق البصرة ، فلم يدع أحدا يلج إلى صحراء العراق ولا أحدا يخرج منه (٢) كما شكل قطعات من الجيش تجوب في العراق للتفتيش عن الامام الحسين ، ومن بينها الكتيبة العسكرية التي تضم زهاء الف فارس بقيادة الحر بن يزيد الرياحي ، وهي التي أرغمت الامام على النزول في كربلا ، وصرفته من التوجه إلى بلد آخر.
٣ ـ وعهد يزيد إلى ابن زياد أن يجزل بالعطاء إلى الزعماء والوجوه وغيرهم حتى يستميل ودهم ، وهذا نص رسالته.
«أما بعد : فزد أهل الكوفة أهل السمع والطاعة في اعطياتهم مائة مائة» (٣) واغدق ابن زياد الأموال على الأعيان والوجوه فاستمالهم لحرب ابن رسول اللّه.
__________________
(١) تاريخ ابن عساكر ١٣ / ٧٢ ، تاريخ الاسلام الذهبي ١ / ٣٤٤ المعجم الكبير للطبراني ، كفاية الطالب ، جواهر المطالب في مناقب الامام علي بن أبي طالب.
(٢) أنساب الأشراف ق ١ ج ١
(٣) أنساب الأشراف ق ١ ج ١