والتحرر من ربقة العبودية والاستغلال.
لقد انتصرت رسالة الحسين ، وعاد مع أصحابه في عرف المجتمع الانساني الرواد الأوائل للحق والعدل بين الناس ، وليس هناك أسمى من هذا الانتصار ولا أروع منه.
(٢)
ولم ينته يوم الطف باشجانه واحزانه حتى أقبل الناس بلهفة على التعرف على شئون هذه الحادثة التي سجلت فخرا للاسلام وعزا للمسلمين وقد عنى بها العلماء والكتاب من مختلف الطوائف ، واحتلت الصدارة في الأحداث العالمية التي غيرت مجرى التأريخ ، وقد حفل بها القدامى بصورة موضوعية فدونوا جميع شئونها ودقائقها ، وكان من بينهم المؤرخ الاسلامي الكبير أبو مخنف لوط بن يحيى بن مخنف بن سليمان الأزدي (١) فقد الف كتابا باسم (مقتل الحسين) وإليه يستند الطبري فيما اثبته في تأريخه من أحداث كربلا الا أن النسخة المطبوعة المنسوبة له لم تتفق مع روايات
__________________
(١) ابو مخنف راوية عالم بالسير والأخبار امامي من أهل الكوفة وإليه يرجع الفضل في تدوين اكثر الأحداث التي جرت في عصره ، واثنى عليه المستشرقون يقول موسين : «لو أن أبا مخنف لم يكتب لخسر التأريخ خسارة كبيرة» ويقول فلهوزن : «والطبري قد حفظ لنا قطعا كبيرة جدا من روايات أبى مخنف الرواية المحقق فحفظ لنا بذلك أقدم وأحسن ما كتبه ناثر عربي نعرفه» ويقول المستشرق «پل» في دائرة المعارف الاسلامية البريطانية ١ / ٣٩٩ صنف أبو مخنف ٣٢ رسالة في التأريخ عن حوادث مختلفة وقعت في ابان القرن الأول للهجرة وقد حفظ لنا الطبري معظها» توجد ترجمته مفصلة في معجم الأدباء ١٧ / ٤١ ، تاج العروس ٦ / ١٠٥ ، فوات الوفيات ٢ / ٢٨٨ ، النجاشي (ص ٢٢٤) فهرست الطوسي (ص ١٢٩) الذريعة ١ / ٣٤٨ ، الاعلام ١ / ٣٤٨.