«أنا اخبر الطريق»
«سر بين أيدينا»
وسار الطرماح يتقدم موكب العترة الطاهرة ، وقد ساورته الهموم فجعل يحدو بالابل بصوت حزين وهو يرتجز :
يا ناقتي لا تذعري من زجرى |
|
وامضي بنا قبل طلوع الفجر |
بخير فتيان وخير سفر |
|
آل رسول اللّه أهل الفخر |
السادة البيض الوجوه الزهر |
|
الطاعنين بالرماح السمر |
الضاربين بالسيوف البتر |
|
حتى تحلى بكريم النجر |
بما جد الجد رحيب الصدر |
|
أتى به اللّه لخير أمر |
سأمضي وما بالموت عار على الفتى |
|
اذا ما نوى حقا وجاهد مسلما |
عمره اللّه بقاء الدهر |
|
يا مالك النفع معا والضر |
امدد حسينا سيدي بالنصر |
|
على الطغاة من بقايا الكفر |
على اللعينين سليلي صخر |
|
يزيد لا زال حليف الخمر |
والعود والصنج معا والزمر |
|
وابن زياد العهر وابن العهر (١) |
واسرعت الابل في سيرها على نغمات هذا الشعر الحزين ، وقد فاضت عيون اصحاب الحسين وأهل بيته من الدموع ، وهم يؤمنون على دعاء الطرماح للحسين بالنصر والتأييد ، وحلل الدكتور يوسف خليف هذا الرجز بقوله : «والرجز هنا ـ ولعله اول شعر كوفي يظهر فيه الحديث عن الحسين ـ يعتمد على البساطة في عرض الفكرة ، فهو لا يعدو أن يكون صورة من تحية البدو وترحيبهم بضيف عزيز قادم إليهم ، وهم خارجون لاستقباله. فالراجز يحث ناقته على السير السريع لتحل برحاب هذا الضيف
__________________
(١) مقاتل الطالبيين (ص ١١٩) أنساب الأشراف ج ١ ق ١ ، ص ٢٤٢ ، مروج الذهب ٢ / ٧٢ ، الفتوح.