أيا تاج دين الله والأوحد الذي |
|
تسنّم مجدا ، قدره ذروة العلا |
وجامع أشتات الفضائل حاويا |
|
مدى السّبق ، حلّالا لما قد تشكّلا |
وبحر علوم ، في رياض مكارم |
|
أبى حالة التسآل إلّا تسلسلا |
لعلّك ـ والإحسان منك سجيّة |
|
وأوصافك الأعلام طاولن يذبلا ـ |
تعدّد لي نظما مواضع حذف ما |
|
يعود على الموصول ، نظما مسهّلا |
وأكثر من الإيضاح ، واعذر مقصّرا |
|
وعش دائم الإقبال ترفل في الحلى |
فأجابه : [الطويل]
ألا أيّها المولى المجلّي قريضه |
|
إذا راح شعر النّاس في البيد فسكلا |
وجالي أبكار المعاني عرائسا |
|
عليها من التنميق ما سمّج الحلى |
ومستنتج الأفكار تشرق كالضّحى |
|
ومستخرج الألفاظ تجلب كالطّلا |
وغارس من غرس المكارم مثمرا |
|
وجاني من ثمر الفضائل ما حلا |
كتبت إلى المملوك نظما بمدحة |
|
ووصفك في الآفاق ما زال أفضلا |
وأرسلت تبغي نظمه لمسائل |
|
ومن عجب أن يسأل البحر جدولا |
فلم يسع المملوك إلا امتثاله |
|
وتمثيل ما ألوى وإيضاح ما جلا |
ولم يأل جهدا في اجتلاب شديدة |
|
ومن بذل المجهود جهدا فما ألا |
فقلت ـ وقد أهديت فجرا إلى ضحى |
|
وشولا إلى بحر ، وسحقا لذي ملا ـ |
إذا عائد الموصول حاولت حذفه |
|
فطالع تجد ما قد نظمت مفصّلا |
فما كان مرفوعا ، ولم يك مبتدا |
|
فأثبت ، وأمّا الحذف فاتركه ، واحظلا (١) |
وإن كان مرفوعا ومبتدأ غدا |
|
وفي وصل أيّ صدرا احذف مسهّلا |
بشرط بنا أيّ ، وأما إن أعربت |
|
فقيل : بتجويز لحذف ، وقيل : لا |
وإن يك ذا صدر لوصلة غيرها |
|
وطالت ، فإن لم تصلح العجز موصلا |
فدونك فاحذفه ، وإن لم تطل فقد |
|
أجيز على قول ضعيف ، وأخملا |
وشاهد ذا فاقرأ (تَماماً عَلَى الَّذِي)(٢) |
|
وأحسن مرفوعا لذا نقل من تلا |
وأثبته محصورا ، كذا إن نفته (ما) |
|
تميم ، كجاء اللّذ ما هو ذو ولا |
وفي حذفه خلف لدى عطف غيره |
|
عليه ، ومنع الحذف في عكسه انجلى |
وما كان مفعولا لغير (ظننت) وه |
|
ومتّصل فاحذفه ، تظفر بالاعتلا |
ويشرط في ذا عوده وحده ، فإن |
|
يعد غيره فالحذف ليس مسهّلا |
__________________
(١) الحظل : المنع.
(٢) إشارة إلى قوله تعالى في سورة الأنعام ١٥٤ (ثُمَّ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ تَماماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ.)