. قال : يقول الله ـ عزّ وجلّ ـ : لا أنزل عليكم بعدها فريضة ، قد أكملت لكم الفرائض.
[محمّد بن الحسين وغيره ، عن سهل (١) ، عن محمّد بن عيسى ومحمّد بن يحيى ومحمّد بن الحسين جميعا عن محمّد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، وعبد الكريم بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الدّيلم ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ حديث طويل ، يقول فيه ـ عليه السّلام ـ : فلمّا رجع رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ من حجّة الوداع نزل عليه جبرئيل ـ عليه السّلام ـ فقال : (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ) فنادى النّاس ، فاجتمعوا. وأمر بسمرات فقمّ شوكهنّ. ثمّ قال ـ صلّى الله عليه وآله ـ : يا أيّها النّاس ، من وليّكم وأولى النّاس بكم من أنفسكم؟
فقالوا : الله ورسوله.
فقال : من كنت مولاه فعليّ مولاه ، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ـ ثلاث مرّات ـ فوقعت حسكة النّفاق في قلوب القوم وقالوا : وما أنزل الله ـ جلّ ذكره ـ هذا على محمّد قطّ ، وما يريد إلّا أن يرفع بضبع ابن عمّه.] (٢).
وفي كتاب الاحتجاج (٣) [للطّبرسيّ ـ رحمه الله ـ بإسناده إلى محمّد بن عليّ الباقر ـ] (٤) عليه السّلام ـ أنّه قال : حجّ رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ من المدينة ، وقد بلّغ جميع الشّرائع قومه غير الحجّ والولاية. فأتاه جبرئيل ـ عليه السّلام ـ فقال له : يا محمّد ، إنّ الله ـ عزّ وجلّ ـ يقرئك السّلام ويقول لك : إنّي لم أقبض نبيّا من أنبيائي ولا رسولا من رسلي ، إلّا بعد إكمال ديني وتأكيد حجّتي ، وقد بقي عليك من ذلك فريضتان ممّا يحتاج أن تبلّغهما قومك : فريضة الحجّ وفريضة الولاية والخلافة من بعدك. فإنّي لم أخل أرضي من حجّة ولن أخليها أبدا. فإنّ الله يأمرك أن تبلّغ قومك الحجّ ، تحجّ ويحجّ معك
__________________
(١) نفس المصدر ١ / ٢٩٥ ، ضمن حديث أوّله في ص ٢٩٣.
(٢) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٣) الاحتجاج ١ / ٦٦ ـ ٨٦.
(٤) ليس في أ. وفيه : «عنه» بدلا.