هي أحسن ، أما تسمعون قول الله (١) ـ تعالى ـ : (وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الْكِتابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) وقوله ـ تعالى ـ : (ادْعُ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) إلى أن قال الصّادق ـ عليه السّلام ـ : ولقد حدّثني أبي الباقر ، عن جدّى عليّ بن الحسين [عن أبيه الحسين] (٢) بن علىّ سيّد الشّهداء ، عن [أبيه] (٣) أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليهم ـ أنّه اجتمع يوما عند رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ أهل [خمسة] (٤) أديان ، اليهود والنّصارى والدّهريّة والثّنويّة ومشركوا العرب. إلى أن قال ـ عليه السّلام ـ :
ثمّ أقبل رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ على الدّهريّة.
فقال : وأنتم ، فما الّذي دعاكم إلى القول : بأنّ الأشياء لا بدء لها وهي دائمة لم تزل ولا تزال؟
فقالوا : لأنّا لا نحكم إلّا بما نشاهده ، ولم نجد للأشياء محدثا (٥) فحكمنا بأنّها لم تزل ، ولم نجد لها انقضاء وفناء فحكمنا بأنّها لا تزال.
فقال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : أوجدتم لها قدما أم وجدتم لها بقاء أبد الآبد؟ فإن قلتم إنّكم وجدتم ذلك ، أنهضتم لأنفسكم أنّكم لم تزالوا على [الّذين يشاهدون على أنفسكم] (٦) وعقولكم بلا نهاية ولا تزالون كذلك. ولئن قلتم هذا ، دفعتم العيان وكذّبكم (٧) العالمون الّذين (٨) يشاهدونكم.
قالوا : بل لم نشاهد لها قدما ولا بقاء أبد الآبد.
قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : فلم صرتم بأن تحكموا بالقدم والبقاء دائما ، لأنّكم لم تشاهدوا حدوثها وانقضاءها أولى من تارك التّميّز لها مثلكم فيحكم لها بالحدوث والانقضاء والانقطاع ، لأنّه لم يشاهد لها قدما ولا بقاء أبد الآبد ، أو لستم تشاهدون اللّيل والنّهار وأحدهما بعد الآخر؟
فقالوا : نعم.
__________________
(١) المصدر : أما تسمعون الله يقول.
(٢ و ٣ و ٤) من المصدر.
(٥) المصدر : حدثا.
(٦) ليس في المصدر. وفيه : «هيئتكم» بدلا منها.
(٧) كذا في المصدر ، وفي النسخ : لكذّبكم.
(٨) المصدر : والذين.