شيء. وهو حياة كلّ شيء ونور كلّ شيء ، سبحانه وتعالى عمّا يقولون علوّا كبيرا.
فالّذين يحملون العرش ، هم العلماء الّذين حمّلهم الله علمه. وليس يخرج عن هذه الأربعة شيء خلقه الله في ملكوته ، وهو الملكوت (١) الّذي أراه الله أصفياءه وأراه خليله ـ عليه السّلام ـ فقال : (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ). وكيف يحمل حملة العرش الله ، وبحياته حييت قلوبهم وبنوره اهتدوا إلى معرفته.
محمّد بن يحيى (٢) ، عن أحمد ، عن صفوان بن يحيى ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ قال : قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وآله ـ : من أطعم ثلاثة نفر من المسلمين ، أطعمه الله من ثلاث جنان في ملكوت السّموات ، الفردوس ، وجنّة عدن ، وطوبى وهي شجرة تخرج في جنّة عدن غرسها ربّنا بيده.
عليّ بن إبراهيم (٣) ، عن أبيه ، عن النّوفليّ ، عن السّكونيّ ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : قال النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ : طوبى للمساكين بالصّبر ، وهم الّذين يرون ملكوت السّموات والأرض.
وفي كتاب الاحتجاج (٤) للطّبرسيّ ـ رحمه الله ـ حديث طويل ، عن النّبيّ ـ صلّى الله عليه وآله ـ. يقول فيه ـ عليه السّلام ـ : يا أبا جهل ، أما علمت قصّة إبراهيم الخليل لما رفع في الملكوت؟ وذلك قول ربّي : (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ). قوّى الله بصره لما رفعه دون السّماء ، حتّى أبصر الأرض ومن عليها ظاهرين ومستترين.
وفي تفسير العيّاشيّ (٥) : عن زرارة عن أبي جعفر ـ عليه السّلام ـ : (وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ).
__________________
(١) ليس في المصدر : وهو الملكوت.
(٢) الكافي ٢ / ٢٠٠ ـ ٢٠١ ، ح ٣.
(٣) الكافي ٢ / ٢٦٣ ، ح ١٣.
(٤) الاحتجاج ١ / ٣٦.
(٥) تفسير العياشي ١ / ٣٦٤ ، ح ٣٦.