(صِدْقاً) : في الأخبار والمواعيد.
(وَعَدْلاً) : في الأقضية والأحكام. ونصبهما يحتمل التّمييز والحال والمفعول له.
(لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ) : لا أحد يبدّل شيئا منها بما هو أصدق أو أعدل ، ولا أحد يقدر أن يحرّفها تحريفا شائعا ذائعا ، كما فعل بالتّوراة. على أنّ المراد بها القرآن ، فيكون ضمانا من الله بالحفظ ، كقوله : (وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ). أو لا نبيّ ولا كتاب بعدها ينسخها ويبدّل أحكامها.
وقرأ (١) الكوفيّون ويعقوب : «كلمة ربّك» ، أي : ما تكلم به ، أو القرآن.
(وَهُوَ السَّمِيعُ) : لما يقولون.
(الْعَلِيمُ) (١١٥) : بما يضمرون ، فلا يهملهم.
وفي أصول الكافي (٢) : عليّ بن محمّد ، عن عبد الله بن إسحاق العلوي ، عن محمّد بن زيد الرّزامي (٣) ، عن محمّد بن سليمان الدّيلميّ ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ حديث طويل. يذكر فيه ـ عليه السّلام ـ مواليد الأئمة ومبدأ النّطفة الّتي يكونون منها وأحوالهم. وفيه يقول ـ عليه السّلام ـ : و (٤) إنّ نطفة الإمام ممّا أخبرتك. وإذا سكنت النّطفة في الرّحم أربعة أشهر وأنشئ فيها الرّوح ، بعث الله ـ تبارك وتعالى ـ ملكا يقال له : حيوان ، فكتب على عضده الأيمن : (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
محمّد بن يحيى (٥) ، عن محمّد بن الحسين ، عن موسى بن سعدان (٦) عن عبد الله بن القاسم ، عن الحسن بن راشد قال : سمعت أبا عبد الله ـ عليه السّلام ـ يقول : إنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ إذا أحبّ أن يخلق الإمام ، أمر ملكا فأخذ شربة من ماء تحت العرش فيسقيها أباه ، فمن ذلك يخلق الإمام. فيمكث أربعين يوما وليلة في بطن أمّه لا يسمع
__________________
(١) أنوار التنزيل ١ / ٣٢٨.
(٢) الكافي ١ / ٣٨٦ ، ضمن ح ١.
(٣) كما في جامع الرواة ٢ / ١١٥ ، وفي «ر» : الرزاحي.
(٤) ليس في المصدر.
(٥) الكافي ١ / ٣٨٧ ح ٢.
(٦) كذا في المصدر ، وجامع الرواة ٢ / ٢٧٧ ، وفي النسخ : سعد.