قال : فقلت له : يا أبة ، فلم لم يرجع إلى ربّه ـ عزّ وجلّ ـ ولم يسأله التّخفيف بعد (١) خمس صلوات؟
فقال : يا بنيّ ، أراد ـ صلّى الله عليه وآله ـ أن يحصل لأمّته التّخفيف مع أجر خمسين صلاة. لقول (٢) الله ـ عزّ وجلّ ـ : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها).
والحديث طويل أخذت منه موضع الحاجة.
وفي تفسير فرات بن إبراهيم (٣) الكوفيّ : [فرات] (٤) قال : حدّثني محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا ، عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قوله (٥) : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها) فإذا جاء بها مع الولاية ، فله عشر أمثالها. (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ) (٦) في نار جهنّم لا يخرج منها ولا يخفّف عنها العذاب. (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ) من غيرهم (فَلا يُجْزى) (٧) (إِلَّا مِثْلَها).
قوله : [(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ)] (٨) أمن من فزع يوم القيامة. قال : الحسنة ولايتنا وحبّنا. (وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ) ولم يقبل لهم عدلا ولا صرفا ولا عملا ، فهو بغضنا أهل البيت. هل يجزون إلّا ما كانوا يعملون»؟
قال بعض الموافقين (٩) : لعلّ السّر في كون الحسنة بعشر أمثالها والسّيّئة مثلها ، أنّ الجوهر الإنسانيّ المؤمن [بطبعه مائل] (١٠) إلى العالم العلويّ ، لأنه مقتبس عنه. وهبوطه إلى القالب الجسمانيّ ، غريب من طبيعته. والحسنة [إنّما] (١١) ترتقى إلى ما يوافق طبيعة ذلك الجوهر ، لأنها من جنسه. والقوّة الّتي تحرّك الحجر إلى [ما] (١٢) فوق ذراعا واحدا [هي] (١٣) بعينها إن استعملت في تحريكه إلى أسفل حرّكته عشرة أذرع وزيادة. فلذلك (١٤) كانت
__________________
(١) كذا في المصدر ، وفي النسخ : عن.
(٢) كذا في المصدر ، وفي النسخ : يقول.
(٣) تفسير فرات / ٤٥.
(٤) من المصدر.
(٥) المصدر : قرأ.
(٦) النحل : ٩٠.
(٧) المصدر و «ج» : لا يجازى.
(٨) من المصدر.
(٩) هو المولى الفيض الكاشاني كما في تفسير الصافي ٢ / ١٧٦.
(١٠) كذا في المصدر ، وفي النسخ : لطيفة مائلة.
(١١ و ١٢ و ١٣) من المصدر.
(١٤) كذا في المصدر ، وفي النسخ : فكذلك.