ـ عليه السّلام ـ أنّه سئل عمّن مات في الفترة وعمّن لم يدرك الحنث والمعتوه؟
فقال : يحتجّ الله عليهم ، يرفع لهم نارا فيقول لهم : ادخلوها. فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ، ومن أبى قال : ها أنتم قد أمرتكم ، فعصيتموني.
وبهذا الإسناد قال (١) : ثلاثة يحتجّون عليهم : الأبكم والطّفل ومن مات في الفترة ، فترفع (٢) لهم نار (٣) فيقال لهم : ادخلوها. فمن دخلها كانت عليه بردا وسلاما ، ومن أبى قال الله ـ تبارك وتعالى ـ : هذا قد أمرتكم فعصيتموني] (٤).
وفي كتاب الخصال (٥) : عن أبي عبد الله ـ عليه السّلام ـ قال : رنّ إبليس أربع رنّات : أوّلهنّ يوم لعن ، وحين أهبط إلى الأرض ، وحين بعث محمّد ـ صلّى الله عليه وآله ـ على حين فترة من الرسل.
(الحديث).
(أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ) : كراهة أن تقولوا ذلك ، وتعتذروا به.
(فَقَدْ جاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ) : متعلّق بمحذوف ، أي : فلا تعتذروا فقد جاءكم.
(وَاللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (١٩) :
قيل (٦) : فيقدر على الإرسال تترى كما فعل بين موسى وعيسى ـ عليهما السّلام ـ إذ كان بينهما ألف وسبعمائة سنة وألف نبيّ ، وعلى الإرسال على فترة كما فعل بين عيسى ومحمّد ـ عليهما السّلام ـ إذ كان بينهما ستّمائة أو خمسمائة وتسع وستّون سنة وأربعة أنبياء ، ثلاثة من بني إسرائيل وواحد من العرب خالد بن سنان العبسي.
وفي الآية امتنان عليهم ، بأن بعث إليهم حين انطمست آثار الوحي وكانوا أحوج ما يكونون إليه.
وقد سبق في الخبر : أنّ بين عيسى ونبيّنا خمسمائة سنة.
وانطماس آثار الوحي ، بمعنى : عدم ظهوره للنّاس ، وكون النّبيّ خافيا مقهورا.
__________________
(١) نفس المصدر والموضع ، ح ٧.
(٢) هكذا في المصدر. وفي النسخ : فيرفع.
(٣) هكذا في المصدر. وفي النسخ : نارا.
(٤) ما بين المعقوفتين ليس في أ.
(٥) الخصال ١ / ٢٦٣ ، ح ١٤١.
(٦) أنوار التنزيل ١ / ٢٦٩.