سنة إحدى وعشرين
فيها (١) في شهر ذي القعدة من هذه السّنة : توصّل التجهيز (٢) المصري الذي أميره سلمان الرومي وحسين التركي إلى جزيرة كمران وذلك مبتدأ وصول الأنراك اليمن وسبب جميع الفتن قال القاضي الطّيب بامخرمة : وفي يوم الأربعاء سابع عشر القعدة من السّنة المذكورة ، وصل التجهيز المصري إلى كمران ولم يعلم بهم الشّيخ عامر الا وهم بجازان ، فأرسلوا قاصدا من جازان إلى الشيخ يعلموه بوصولهم وإن خروجهم لجهاد الافرنج ويريدون المعونة والمساعدة من الشيخ بالزّاد والدراهم ، فانزعج السلطان لذلك وأعرض عن جواب القاصد ، فلما وصلوا إلى كمران أرسلوا بهدايا إلى السّلطان والى ولده عبد الوهاب بزبيد يطلبون من السلطان فيما هم (٣) بصدده من الجهاد ، فيقال إن السلطان أراد مساعدتهم بالمال والزاد بعد أن شار عليهم الأمير علي بن محمد البعداني أن يتكفّى (٤) شرهم بذلك ويحمل البعداني من عنده الزاد من الحنطة والزّبيب مساعدة للسّلطان ، فأشار عمر الجبرتي على السلطان بترك ذلك ، وأن لا يظهر لهم الذل وأنهم لا يسوون شيئا وحدّهم البحر لا يتجاوزنه ، فقبل السّلطان شور الجبرتي
__________________
(١) قلائد النحر : ١٩٣. والفضل المزيد : ٢٧٧.
(٢) القلائد : وصل الجهاز.
(٣) الأصل وهو.
(٤) الأصل يكتفي.