سنة إحدى وستين
فيها (١) ليلة ثلاثة عشر من ربيع الأول : قتل السّلطان محمود شاه بن لطيف شاه ، صاحب كجرات شهيدا ، وسببه أن رجلا من خدمه من أهل الهند اسمه ملك حسن برهان حي ، وهو من خواص السلطان وذلك في البلد المسماة محمود أباد ، وكان ممن يلبس السلطان ثيابه وأقرب الناس إليه دخل على السلطان وهو نائم فقتله ، وقتل معه ثلاثه من وزرائه أحدهما الوزير الصّالح آصف خان الآتي ذكره وذكر فضائله ، وأخوه خدا وندخان ، وأفضل خان مع جماعة قتلهم أيضا ، والفعلة كانت على ثلاثة أزوام (٢) من اللّيل وفك مخرخان من القيد ومخرجان عند الخواجا صفر الرّومي اسمه ياقوت ، وطلب الوزراء وعزم على قتلهم ، وكان معه جماعة في مكان قدام بيت السلطان محمود ، وقال لهم : كل من دخل عليكم اقتلوه ، وكان من عادته ما يطلب الوزراء للسلطان إلّا هو ، فأتى إليهم وقال لهم : السلطان يطلبكم بعد ما قتل السّلطان ، وليس عندهم علما بذلك ، وبعد أن الوزراء الباقين حذروا لسلامتهم ، وبعد ذلك طلب العرب الجميع وقال لهم : أنا السلطان ولاني النبي صلىاللهعليهوسلم ، فلما سمعوا بذلك عبيد السلطان والعرب والحبوش والترك قتلوه ، وبقيت النّاس تموج أربعة أيام بلا سلطان فاتفق رأي الوزراء وولوا سلطانا أمه من قرابة السّلطان محمود ، وكان عمره
__________________
(١) النور السافر : ٢٢٦.
(٢) أزوام : جمع زام بالزاي بمعنى فترات.