سألت زبيد عما قد عراها |
|
من الاظلام في وجه وخد |
وقلت لها أما سبب لهذا |
|
فقالت لي مفارقة الأفندي (١) |
ولم أعثر على تاريخ وفاته رحمهالله تعالى.
وفي هذه السنة : وصل سلمان بنحو ألفين من الرّوم وعمر كوت (٢) كمران ، ثم اختلف هو وهم بسبب ميلهم إلى ولد حسين بيك والي زبيد ، ثم عزموا إلى تعز وأخذوها من الشيخ عبد الملك بن محمد ، وهرب منها واستولوا على جميع ما معه من خيل وسلاح وغير ذلك ، ثم تقدموا إلى جبن والمقرانة ، واستولوا على تلك الناحية بموالاة طاهر وغيره ، ثم حصروا الشّيخ عبد الملك في مضرح (٣) مدة ، ثم خرج متخفيا إلى آل عمار فنموا به إلى الأروام ، فقبضوه وقتلوه بعد أن عذّبوه وبالغوا في تعذيبه وأقيم بعده في عدن أخوه أحمد ، ثم إن الأروام نزلوا إلى عدن فقاتلوها فهزموا وقتلوا ، ولم يظفروا منها بشيء ، فرجعوا وتشتتوا فظفر بهم سلمان فقتل منهم خلائق وسكنت فتنتهم.
وفي هذه الأيام بعد إنهزام الترك : هرب الشيخ أحمد بن محمد صاحب عدن في غراب في البحر ، فطلع إليه الشريف عبد الله بن شيخ العيدروس ، والفقيه عبد الله بن محمد بن أحمد بافضل وغيرهم ليردّوه إلى بلده لتنتظم أحوال الناس ، فرماهم بالبنادق فرجعوا وسار على نية دخول الهند ، فلم يتفق له فدخل قشن (٤) بلاد مهرة ، فدخلها وجلس فيها أياما ، ورجع إلى اليمن فقبله إبن عمه عامر بن داؤد ، وجعله في تعز لا يسمن ولا يغني من جوع ، إلى أن أخذها الشّريف مطهر إبن الإمام شرف الدين ،
__________________
(١) الأفندي : لفظة أعجمية بمعنى السّيد.
(٢) الكوت لفظة هندية بمعنى القلعة.
(٣) مضرح : حصن منيع في بلاد العود وأعمال النادرة.
(٤) قشن : مدينة يسكنها آل غفرار سلطنة بلاد المهرة وهي قاعدة ملكهم (العدة ٢ : ٤٢٠).