في زوال الملك عنه وظفر العدو به ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، ورثاه الشيخ العلامة أبو السعادات الفاكهي بقصيده عظيمة أولها (١) :
الدهر في يقظة والسهر للبشر |
|
والموت يبدو ببطش البدو والحضر |
وكان أبو السّعادات المذكور من المشمولين بعنايته والمنتظمين في سلك نعمته كغيره من الصّلحاء والعلماء فإن «سرت» في أيامه السعيدة كانت طافحة من المشايخ والفضلاء ، مشحونة بأكابر الناس من سائر الأجناس ، مملؤة بأعيان التجار الأكابر وبلغني أنه يجعل لكل من يدخل إليه من الغرباء مرتّبا بحسب حاله ، وإذا أراد الذهاب كذلك زوّده من ماله ، وبالجملة فمحاسن هذا الرجل كثيرة وأخباره معروفة شهيرة رحمهالله تعالى.
وفيها (٢) في سابع شهر جمادى الأولى : توفي السيد الشيخ الكبير القطب العارف بالله تعالى الشهير شهاب الدنيا والدين بركة الإسلام والمسلمين صاحب الولاية والتمكين الشيخ شهاب الدين أحمد بن الشيخ حسين بن الشيخ عبد الله العيدروس بتريم رحمهالله ونفع به آمين ، وكان من سادات مشايخ الطريقه المكاشفين بأنوار الحقيقة ، جمع الله له بين كمال الخلق وحسن الأخلاق ، وبسط المعرفة وصحّة النيه وصدق المعاملة مناقبه كثيرة وأحواله شهيرة وكراماته لا تحصى ، منها ما روى عن الشيخ الولي الصالح أحمد بن عبد القوي بافضل رحمهالله تعالى أنه رأى الشيخ أحمد عيانا واقفا بعرفات ، وشاهده مشاهده يطوف بالبيت العتيق ويسعى بين الصفا والمروة رحمهالله تعالى.
وفيها : في شهر رجب وشعبان ورمضان حصل غلاء في الجهة الشحرية والحضرمية وغيرها عظيم وجدب وجوع حتى أن النّاس يموتون
__________________
(١) أنظرها في النور السافر.
(٢) النور السافر : ٢٤٢.