القرن العاشر ، وكذلك أول ظهوره بجهة بر العرب خذله الله تعالى أنه توه (١) بحصن غراب قريبا من الشحر أو سنة ثمان أو تسع في القرن العاشر انتهى.
وفيها (٢) نصف من شعبان (٣) : كانت وقعة الشّريف هزاع مع أخيه بركات ابن محمد بالحجاز انكسر فيها بركات ، وهزم هزيمة شنيعة ، وذلك أن الشريف هزاع بن محمد بن بركات بن حسن بن عجلان ، كان مظهر التعب من أبيه بسبب تقدمة أخيه بركات عليه ، وظهر منه في حياة أبيه سوء ، فلما توفي والده وأسند الأمر إلى بركات ، وجعل لهزاع إقطاعات معلومة قبلها في الظاهر وهو غير راض في الباطن ، منتهزا للفرصة ملازما لأخيه بركات في الظاهر ، فلما تولى الملك العادل طرنباي مصر بعد الملك الأشرف ، طرد أمير الأمراء يقال له قانصوه المحمدي ، ويعرف أيضا بالبرج ونفاه إلى الحجاز مهانا ذليلا ، فلما وصل مكة لم يلتفت له أحد من أكابرها لا بركات ولا القاضي أبو السعود بن ظهيرة مراعاة للسلطان طرنباي ، وكان هزاع يواصله ويهاديه ويكثر التردد إليه ، فلما فقد (٤) طرنباي من مصر ، وولي بعده الأشرف قانصوه الغوري ليلة الفطر كما سبق ، كتب لقانصوه البرج إلى مكة ، وجعله نائبه بها ، فلما وصلت الكتب بذلك جاءه الشّريف بركات والقاضي أبو السعود للسّلام عليه والتهنئة فلم يأذن لهما لما في قلبه منهما في عدم الاحتفال به قبل ذلك ، ووعد هزاع أن يجعل له ولاية مكة ويخلع أخاه بركات منها ، فأمره بالخروج إلى (ينبع) ، وأرسل لأمير الحاج المصري أن يواجه هزاع ، ويطلق المراسيم السلطانية عليه ويلبسه الخلعة السلطانية ففعل ذلك ، فألبس هزاع الخلعة التي جيء بها لبركات ، وألبس
__________________
مدبرية مليبار في ولاية مدراس.
(١) توه : ذهب بعيدا عن بلده وهي من عبارات البحارة «انظر الشهداء السبعة : ١٢٤».
(٢) قلائد النحر ٣ : ١٨٩. والفضل المزيد : ١٤٩. وانظر خلاصة الكلام : ٤٩.
(٣) قلائد النحر : آخر ذي القعدة.
(٤) الأصل «بعد» وأثبتناه من قلائد النحر.