عبد النبي والفقيه النّظاري ، وبقية العسكر والجند واتفقت الكلمة عليه ، ولما بلغ الخبر الأمير مرجان بعدن لم تطب نفسه بمبايعته ولام صهره عبد النبي على إقدامه على ذلك ، ولم يمكنه في الظّاهر إلّا موافقة الجماعة ، فأمر الخطيب بعدن أن يخطب للشيخ أحمد بن محمد ، ونفذ خطوطه وأوامره ، ولما بويع الشيخ أحمد بن محمد إرتاب منه الشيخ عبد الملك بن محمد بن عبد الملك ، لما قد سلف من نهبه تحت رداع ، وكان إذ ذاك بجبن ، فنزل منها مستخفيا حتى وصل لحج ليس معه إلّا غلامين أو ثلاثة من أصحابه واستجار بالأمير مرجان من الشيخ أحمد بن محمد فأجاره وحماه ، وكتب [إلى](١) الشّيخ أحمد بن محمد بذلك فأمضى جواره.
وفيها (٢) : في آخر ليلة من صفر توفي الشيخ العارف بالله تعالى الولي الصالح المكاشف شعيب بن عبد الله باشعيب رحمهالله تعالى ونفع به ، وقفت على كتاب مجموع بخّط شيخنا الفقيه العلّامة جمال الدنيا والدين محمد بن عبد الرحيم الجابري رحمهالله وفي ديباجته مكتوب : الحمد لله هذا المجموع من كلام الشيخ العارف بالله تعالى شعيب بن عبد الله الحضرمي رحمهالله نقلته بخطه وهو بخط معلّق وليس بمخرق (٣) وقد جمعه لنفسه ولم يبيضه وسّماه كتاب «العلم النافع والإيضاح البالغ لكل سالك صادق قابل سامع للنصح وإتباع الشرائع» نقلت هذه الترجمة من خطه رحمهالله آمين ، انتهى كلام الفقيه محمد رحمهالله.
قلت : وعلى ما ذكر إنه نافع عظيم الفائدة ، هذا الكتاب قوله في الذكر : واعلم أن الفخر والكمال في الجمع بين القلب واللسان والظاهر والباطن في جميع العلوم والأعمال فإن لم يكن إلّا واحدا فالقلب أفضل من اللسان والنّية محلها القلب ، وذكر اللّسان دون ذكر القلب قليلة
__________________
(١) ساقط من الأصل.
(٢) النفحات المسكية ٢ : ١١٤.
(٣) كذا.