الإنخلاع.
وفي آخر الشهر المذكور : وصل الخبر من نواحي الديو بأن مصطفى دخل الديو بالسّلامة ، وأن الافرنج خذلهم الله وصلوا عقبه بنحو سبعة أيام بتجهيزهم وذلك نحو ثلثمائة مركب وفي بعضها نوره ، على أنهم إن لم يظفروا بالديو بنوا بيت «شالجوه» (١) وهو موضع بقرب الديو ، فوجدوا في بيت «شالجوه» نحو ألفين من الجند ، فنزلوا إليهم وقاتلوهم ، وقتلوهم عن آخرهم ، وقتل من الأفرنج نحو الخمسمائة ، ثم إنهم طلعوا خشبهم وقصدوا الديو ، ثم إن الله سبحانه وتعالى نصر المسلمين عليهم وقتلوا منهم ألفا وخمسمائة سوى من سواهم من المتنصّرة والأتباع من المنيباريين وغيرهم وأسروا خلقا كثيرا وأغرقوا من خشبهم نحو الأربعين خشبة ، واستقلعوا منهم عشرين ورجعوا منها مهزومين مكسورين ، ثم تواتر الخبر واستفاض من بلدهم «جوه» وغيرها بذلك والحمد لله على ذلك.
وفي آخر الشهر المذكور : وصل غراب من غربان الافرنج وفيه مسلمون ، وحقق هذا الخبر وأرادوا الإحتيال من أخذ أصحابهم الذين بعدن لأن صاحب عدن خطب للسلطان سليمان بن عثمان صاحب الروم ، ودخل في طاعته فأيس الإفرنج من موالاة صاحب عدن وموادّته ، ثم لما شعر باحتيالهم للهرب أمر بتقييدهم فقيدوا ، ثم حبسوا ، ثم أن غالبهم أظهروا الإسلام ففرقهم في حصون اليمن وجباله لخدمة البندقه انتهى كلام الفقيه عبد الله بن عمر بامخرمة.
قال الفقيه عبد الله باسنجلة : ولما وصل الأمير مصطفى بييرم الهند حصل له عز عظيم عند سلطان «كجرات» وهو السّلطان بهادر شاه بن السلطان مظفر شاه ، وجعل له «خطاب رومي خان» كما هو عادة سلاطين الهند ، والخواجا صفر سلمان أعطاه خطاب «خداوند خان» وبعد ذلك خالف عليه مصطفى لما خرج عليه سلطان المغل همايون صاحب أكره
__________________
(١) في تحفة المجاهدين : ٢٥٣ «شبيول».