ووقف السّلطان محمد بالغرفة انتهى كلام الفقيه عبد الله بامخرمة.
قال باسنجلة (١) :
وفيها : هلب (٢) السّلطان بدر على الافرنج بالشحر ضحى يوم الأحد خامس رمضان من السّنة المذكورة بعد رجوعه من أخد حيريج بأيام وعاد الأشراف الزيدية عنده بالشحر الشريف ناصر بن أحمد بن حسين وبنو عمه أهل الجوف ، وقتل من الإفرنج نحو ثلاثين رجلا واحتصر منهم القنبطان في نحو أربعين من كبارهم في بيت من ضحوة ذلك اليوم إلى بعد الظّهر وطلبوا الأمان فأمنهم ، وفرقهم فجعل عند الأشراف الزيدية عشرة ، وعند العسكر الزيدية عشرة ، وعند العبيد النوبة عشرة ، وعند العسكر يافع عشرة واستولى على أموالهم وعبيدهم وعروض تجارتهم ونقودهم ، وهو مال جزيل ، واستولى على خشبهم وهي نحو أربعة عشر برشة برش كبار وهربوا نحو ثمانية (٣) جماعة في برشة من برشهم ، ووجدوا منهم جماعة في البيوت مستخفية بعد أن قبضوا الأربعين ، فكان الجميع من الإفرنج المقبوضين سبعين رجلا ، وتوصّل جماعة منهم من السواحل ومعهم مال فأخذهم وقيدّهم مع أصحابهم ، وبعد ان السلطان بدر أرسل بخمسة وثلاثين في برشة إلى السّلطان سليمان العثماني عزم بهم مصطفى التركي وجماعة إلى جدة ، فلما كانوا بمكان قريب جدة يسمى الشعر (٤) افتكوا من القيود سبعة وطلعوا على مصطفى وأصحابه ، فقاتلهم فقتلوا السّبعة والباقين دخلوا بهم جدة وسار بهم في الحال في غراب إلى السّلطان سليمان إلى الروم ، والافرنج الذي في ظفار أحد عشر قبضوا منهم عشرة ، وواحد قتل ، فقال السلطان بدر : لي ناصفة الافرنج الذي بظفار خمسة ، وناصفة
__________________
(١) النفحات المسكية ٢ : ١١٨.
(٢) هلّب : هنا بمعنى هجم فجأة.
(٣) النفحات المسكية : نحو مائة في خشبة.
(٤) النفحات : الثغر.