الباقي بن راشد ابن الدّغار وجماعة من آل شبام (١).
[وفي](٢) يوم الأحد بعد العصر الثامن والعشرين من شهر رمضان (٣) توفى الشيخ العلامة الحافظ أبو عبد الله شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد السخاوي (٤) الأصل القاهري الشافعي بالمدينة حال مجاورته الأخيرة بها ، وعمره إحدى وسبعين سنة وصلّى عليه بعد صلاة الصبح يوم الاثنين ثاني تاريخه بالرّوضة الشريفة ووقف بنعشه تجاه الحجرة الشريفة ، ودفن بالبقيع بجوار مشهد الإمام مالك وكانت جنازته حافلة ولم يخلف بعده مثله في مجموع فنونه ، وكانت ولادته في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين ، وحفظ القرآن العظيم وهو صغير وجوده ثم حفظ المنهاج الأصل (٥) وألفية أبن مالك والنخبة وألفية العراقي وشرح النخبة ، وغالب الشاطبية ومقدمة الشاوي في العروض ، وكلما انتهى حفظه لكتاب عرضه على شيوخ عصره ، وبرع في الفقه والعربية والقرات وغيرها وأمّا مقرؤاته ومسموعاته فكثيرة ، وشارك في الفرائض والحساب وأصول الفقه والتفسير وغيرها ، وأخذ عن جماعة لا يحصون ، حتى بلغت عّدة من أخذ عنه زيادة على أربعمائة نفس ، وأذن له غير واحد بالإفتاء والتّدريس والإملاء ، وسمع الكثير من الحديث على شيخه إمام الأئمة الشهاب ابن حجر ، وحجّ بعد وفاة شيخه ابن حجر مع والديه ، ولقي جماعة من العلماء وأخذ منهم كأبي الفتح الأغر (٦) والبرهان الزمزمي والتّقي بن فهد وأبي السّعادات ابن ظهيرة وخلائق ، وزار المدينة الشريفة ورجع الى القاهرة ملازما للسّماع والقراءة والاستفادة من الشيوخ
__________________
(١) ساقط من (س). وانظر خبر هذه الوقعة في تاريخ شنبل : ٤٧ بتحقيقنا.
(٢) انظر تاريخ شنبل : ٤٧.
(٣) النور : شعبان.
(٤) انظر ترجمته في الضوء اللامع ٨ : ٣٢ الكوكب السائرة ١ : ٥٣ وشذرات الذهب ٨ : ١٥ والأعلام ٦ : ١٩٥.
(٥) النور : الأصلي.
(٦) كذا في الأصل والنور السافر لعل صوابه : المراغي أحد شيوخ السخاوي.