وفتحت عينها وسلّمت على الشيخ ، قال لها الشيخ : لا بأس عليك ولكن ثم دقيقة بعد أن حل الموت لا يمكن أن يرجع خائبا ، فلا بد له من أثر ونحن قد أخذناك من يده وهو يطالبنا بحقه فلا ينصرف إلا بروح مقبوضة وأنت إذا عشت انتفع بك الناس وأنت عظيمة القدر فلا نفديك إلا بعظيم ولي بنت من أحّب الناس إلي أفديك بها ، ثم رد وجهه إلى ملك الموت فقال لا بد من روح ترجع بها إلى ربك هذه بنتي تعلم محبتي فيها خذ روحها بدلا من هذه الروح فإني قد اشتريتها من الحق وباعني إياها وابنتي تلك حق مجيئك ، ثم قام وخرج إلى بيته وقال لابنته وما بها بأس يا بنيه هبيني نفسك فإنك لا تقومي للناس مقام زينب بنت أمير المؤمنين في المنفعة ، فقالت : يا أبت أنا بحكمك قد وهبت نفسي ، فقال للموت : خذها فماتت من وقتها انتهى ، وهذا من العجائب والتسليم أولى بنا وبكل مسلّم لهؤلاء الأولياء الأكابر ، ومن شعر القاضي حسين صاحب الترجمة وقد أهدى إليه قطب الدين الحنفي سمكا
يا أيها القطب الذي |
|
بوجوده دار الفلك |
لو لم تكن بحر الندى |
|
ما جاءنا منك السمك |
ولما ابتنى القاضي بيته وجعل فيه التخريجة ، قال صلاح الدين القرشي المكي في ذلك أبياتا منها :
ما عرش بلقيس وما مقداره |
|
ما تخت كسرى والذي مثله |
أنا نادر والحكم لي ولما لكي |
|
ومن العجائب نادر والحكم له |
وله أيضا تاريخ بيت أنشأه القاضي :
شرف العلا لك منزل |
|
يا بدر فيه فاحلل |
والسعد قال مؤرّخا |
|
للبدر أشرف منزل |
وفيها (١) : توفي العالم الفاضل مفتي مكة الشيخ قطب الدين الحنفي
__________________
(١) النور السافر : ٣٤٢. وانظر ترجمته في البدر الطالع ٢ : ٥٧ والأعلام ٦ : ٧.