وفي هذه الأيام : وصل الخبر أن برشة من برش الأروام وصلت إلى المكلا ، ودخل أهلها إلى الشّحر ، وكان وصل قبلها إلى الشحر غراب منهم ، فنجل فيها واغلا ، وسبب حصول البرشه والغراب المذكوران إلى الشحر أنهما خرجا للحاق التجريدة ، فلم تساعدهما الريح لتأخّر الزمان.
وفي يوم الأحد سادس وعشرين جمادى الأولى : وصل السلطان إلى هينن.
وفي أول نهار الاثنين سابع وعشرين الشهر (١) سرنا من هينن لزيارة سيّدي الشيخ الكبير سعيد بن عيسى العمودي نفعنا الله به ودخلنا الهجرين عصر اليوم المذكور ، وزرنا السّادة آل العفيف ، وسرنا منها صباحية الثلاثاء فوصلنا قيدون قبيل الظّهر ، وسرنا من قيدون صباحية الأربعاء وطلعنا العقبة ، ونزلنا عقبة عنق ، ووصلنا هينن في الرجوع وقت العصر يوم الجمعة أول شهر جمادى الثّاني والحمد لله.
وكان السلطان بدر قد سار من هينن إلى حضرموت يوم الخميس سلخ الشهر ، فصادف في سيؤون اثنين من الأروام وصلا من الشّحر ، أرسلهما صاحب البرشة التي ذكرنا أنها دخلت المكلا ، ومضمون ما أرسلا لأجله : أنهم عزموا على السّفر إلى الهند بعد النيروز على نحو (٢) مصطفى بهرم ، وأنهم يريدون يتركون برشتهم ويسافرون في غربان ، ومعهم غراب ، ويريدون من السلطان غرابين ، وأنعم لهم السّلطان بالغربان ، وأوصى أميره بتجهيزهم وقضى أغراضهم وأعطاهم جماعة الإفرنج الذي عنده يسافرون بهم معهم إلى الهند إلى الباشة ، ثم سرنا من هينن قبيل الفجر من ليلة الأحد ثالث جمادى الثّاني فوصلنا سيؤون عشية اليوم المذكور ، ثم سرنا من سيؤون يوم الخميس سابع الشهر إلى بور وكذلك سار السّلطان بدر من سيؤون في هذا اليوم إلى تريم للإجتماع بأخيه السلطان محمد ، ثم رجع
__________________
(١) الكلام هنا لبامخرمة المؤرخ.
(٢) كذا في الأصل وفي (ح) رمز له بالإشكال.