سنة ست وأربعين
يوم الأحد سابع شهر محرم : اجتمع الأجناد من الأروام بعدن ووصلوا إلى دار الأمير بسبب عدم الطّعام في البلد ، وصاحوا يطلبون الطّعام وقد كانوا حاطين خواطرهم على الشريف أبو بكر الأحدب والكاتب عثمان المصري ، وآخر الأمر أنهم كبكبوا (١) إلى دار المذكورين ونهبوا ما وجدوا فيها ظاهرا من كساء وقماش وغيره وآل الأمر إلى أن الأمير خرج هو والدّزدارى ، (٢) ووصلوا إلى دار الشريف وإلى غيره من المواضع التي ذكر لهم أن فيها طعاما ، وسّمروا عليها ورصدوا الطّعام على أنهم يريدون أن يخرجونه شيئا فشيئا إلى السّوق للبيع ليتّصل به الجند وغيرهم وثمنه لملاكه ، وبعد ذلك بنحو أسبوع نهض الأمير والدزدار على بعض الذين نهبوا واستردّوا الذي وجدوه معهم وضربوا بعضهم ، فرجع البعض وضاع البعض.
وفي هذا الأسبوع : عزم تجهيزهم إلى زيلع وهو أربعة غربان.
وفي يوم الاثنين ثاني وعشرين الشهر : خرج الأمين بهرام إلى البر بجماعة من العسكر.
وفي هذه الأيام (٣) : وصل خبر أن الإمام شرف الدين افتتح حصن
__________________
(١) كبكبوا : هنا بمعنى اجتمعوا وحشروا.
(٢) في (س) النرزدارى : والدّزدار من اللفظ الفارسي هو حاكم الحصن (دهمان : ٧٥).
(٣) روح الروح : ٥٨ في حوادث سنة ٩٤٤.