إنه أناب بعده بزبيد الشّريف الأعجمي فلما علم اسكندر بذلك تجهّز ودخل زبيد وتولاها ، ولما وصلت خشبهم «المخا» غرقت برشة عظيمة من برشهم ، فرفعوا منها بعض المال الخفيف وغرق الباقي ، وذكر أن فيها كثيرا من المدافع العظيمة العدد الوافرة ، ولم يسلم من ذلك شيء ، ولما وصلت خشبهم قريبا من شرمة ردّهم الأزيب (١) واتفق أن دخلوا الشّحر ، ومن جملة الخشب التي دخلت الشحر برشة فيها مصطفى ، وصفر ، فخرج صفر إلى البلد بعد استئذان السلطان ، وخرج معه بخلعه وكساء للسلطان بدر والأمراء ، وأما مصطفى لم يخرج بالكلية انتهى ، وسيأتي باقي الكلام في السنة التي بعدها.
وفيها (٢) : في رابع وعشرين في شهر ربيع الثّاني ورد الخبر بأن السّلطان محمد رد الغيل إلى أولاد يمين ، وخرج منها خادم السّلطان بدر والجماعة الذين رتبهم فيها.
وفيها : في شهر جمادى الأولى أو الأخرى ، وصل الشحر مركب من بادقل (٣) وفيه رجل من الأفرنج طلب الأمان على نفسه على أنه تاجر خرج للبيع والشراء فأعطي الأمان وابتاع واشترى.
وفي صباحية الاثنين تاسع عشر شهر رجب (٤) : وصل من الأفرنج غراب فيه جماعة منهم ومعهم جماعة أسارى من المسلمين ، فطلبوا الأمان ليخرجوا إلى البلد فأمنهم السّلطان ، فخرجوا فابتاعوا واشتروا فيها ثم عزموا إلى أصحابهم الذين ببر العجم.
وفيها : في حادي عشر شعبان وصل نحو سبع خشب من الأفرنج إلى عدن ووقع الكلام بينهم وبين صاحب عدن على صلح ، على أن الموسم
__________________
(١) الأزيب : الجنوب من الريح أو النكباء تجري بينها وبين الصبا.
(٢) العدة ١ : ١٦٨.
(٣) كذا في الأصل. ولعله اسم بلد بالهند.
(٤) الشهداء السبعة : ١٠٩.