محمد بن مطران على أن كل من وصل من السّواحل من بيت زياد يقتله ، فقتل جماعة من سفاره بيت زياد في البحر منهم محمد بن طوعري وصوفح وسعد بن عجاج وبن حرجى وعبود بن أحمد بن حروان (١) وأخوه الصّغير نحو أربعة عشر رجلا ، ولحقوا مركبا سواحليا فيه ولد سعد بن محمى وسليمان بن بشر قتلوهم وذلك في آخر ربيع الأول من السّنة المذكورة وجماعة آخرين ، وأخذ أموالهم ، فلما وصل السلطان حيريج جاء إليه سعد بن عيسى بن عفرار ساقطا فقبله ، ثم اصطلح هو وإياه على العدالة في الحصن وعدل النقيب علي بن طاهر الذيباني ، وعلى أن لهم قواعدهم الأصلية ولا لأحد اعتراض في بلدهم ، فاتفق الصّلح ورجع السلطان إلى الشحر وجميع العسكر ، فلما وصل الشحر جاء مكتب من حضرموت من بحرق يخبره أنا قبضنا أولاد آل عامر وقيّدناهم في الهجرين ، وقيدنا آل مخاشن في هينن ، والآن على رأيك فيهم وعنده في الشحر ثابت بن علي بن فارس وريّس بن محمد بن علي بن فارس ، وجماعة من آل عامر ، فأمر بأخذ خيلهم ، وشردوا آل عامر من الشحر ففرق السّلطان خيلهم على الناس ، فكان هذا سبب دخولهم على العمودي وبعضهم الصائر إلى أخذ الكسر وإطلاق أولادهم كما هو مذكور.
وفيها : عزم السّلطان بدر لحرب العمودي وآل عامر إذ ذاك حاصرين شبوة والعمودي محاصره الأمير يوسف وعلي بن عمر بالمدفع ، وكان صيالتهم على الشيخ بالمدفع في شعبان ، ودخل رمضان وهم محاصرينه وغاروا آل عامر إلى هينن والكسر في رمضان وأخذوا عليه حصن الماء ، وقدموا إلى نحو بضة فالتقاهم العمودي فاهتزم عسكر يوسف وعلي بن عمر وقتل جماعة من الفريقين فلما غاروا نهد إلى هينن ، وحصل قتال بين الأمير عنبر والمقاريم وفي عنبر كون (٢) ، وسلم ، وبعد أن السّلطان عزم من
__________________
(١) كذا وسبق بخردان.
(٢) كون بفتح الكاف وإسكان الواو : إصابة غير قاتلة.