محمد بن إسمعيل بن علي القلقشندي الأصل القاهري المولد والدار الشافعي بالقاهرة ، وكان مولده في حادي عشر (١) سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة ، ونشأ بها وحفظ القرآن والشاطبية ، وعرض على خلق كثير كالبساطى والمحب بن نصر الله ، والحافظ بن حجر العسقلاني وسمع على آخرين وأبيه وجدّه والتّاج الشرابشى (٢) والفاقوسى والزركشي وابن ناظر الصلاحية ، وأجاز له خلق كثير منهم العلامة البخاري ، وقرأ على أبيه في التّفاسير والحديث وغير ذلك ، وكذا على المحلي شرح المنهاج وجمع الجوامع ، وحج في حياة أبيه ، وكان دخوله مكة في سنة [إحدى وخمسين](٣) وسمع على المراغي والأسيوطي ، ثم أخذ بالمدينة في سنة سبع وخمسين عن عبد الله بن فرحون ، ثم حج ثالثه في سنة سبع وثمانين ، واستقر في مشيخة الداودارية (٤) وخزانة الكتب الأشرفية برسباي ، وغيرها بعد أبيه ، وكذا في تدريس الحديث بجامع طولون مشاركا لعمّه ، ثم استقل به بعد موته رحمهالله تعالى.
وفيها (٥) يوم الأحد رابع عشر ذي القعدة : توفي الفقيه الفاضل برهان الدين إبراهيم بن موسى بن أبي بكر بن الشيخ علي الطرابلسي (٦) الحنفي نزيل المؤيديّه (٧) من القاهرة بمدرسته بالقاهرة ، وصلي عليه فيها ودفن بالقرافة ، وكان مولده في سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة بطرابلس ، وأخذ بدمشق عن جماعة منهم الشرف بن عيد ، وقدم معه القاهرة حين طلب
__________________
(١) كذا في الأصل والنور السافر ولعل الساقط اسم الشهر.
(٢) في الأصل (الشرابيني) والنور (السّرابيسى) ، وأصلحناه من ترجمة المذكور في الضوء اللامع ١ : ٧٨.
(٣) بيض له في الأصل.
(٤) في الأصل : الداودية. وأصلحناه من النور السافر.
(٥) النور السافر : ١٠٤. وانظر ترجمته في شذرات الذهب ٨ : ١٠٥ والأعلام ١ : ٧٦.
(٦) الأصل : الطرابيسى وأصلحناه من النور.
(٧) في الأصل : الزيدية. والنور السافر : الريدية وأصلحناه من الضوء اللامع (ترجمه المذكور) ١ : ١٧٨.