ومنازلات وكرامات رحمهالله تعالى ونفع به آمين ، وحكى عنه إنه قال : كان بمكة رجل يسلب من دخل عليه من الأولياء عن مقامهم فيأخذه عن ذلك المقام ، قال : فدخلت عليه بغفلة مني فسألني عن مقامي فتضرعت بباطني إلى الذي يجيب المضطر إذا دعاه فألهمني إن قلت له : الأفتقار فصاح وقال : ما أحد نال مني إلّا أنت أو كما قال.
وفيها (١) زالت العدالة (٢) بين آل كثير ومحمد بن أحمد بن سلطان من تريم في شهر رجب أو شعبان ، واحتربوا فصالوا آل كثير آخر رمضان من هذه السّنة واقتتلوا بسدة المصابن (٣) فقتل من آل كثير شيء وعشرون رجلا منهم رطاس المعتاشي باجري ، وقتل من آل تريم شيء وعشرون رجلا منهم رويس (٤) بن راصع وتسمّي هذه الوقعة عند أهل حضرموت وقعة المجف ، قال المؤرخ (٥) : نقلت ذلك من خط السيد الشريف الفقيه محمد بن عبد الرحمن الأسقع باعلوي (٦).
ثم قال : وفيها كانت وقعة بريح بالحاء المهملة ويقال لها : المجف أيضا المشهورة بالمصابن يوم تاسع وعشرين رمضان قرب تريم ، قتلوا فيها جماعة من أعيان المسفلة ومن أعيان آل كثير ، وكان المقدم فيها على آل كثير بدر بن محمد بن عبد الله ، فثبت وردّ هو وأصحابه بعدما قتلوا أصحابه وتفّرقوا ، فحصلت بردّته الهزيمة الكبرى على آل المسفلة ، ويؤيّد ذلك ما وجدته بخط الفقيه العلامة عبد الله بن عمر بامخرمة قال : وفي تاسع وعشرين رمضان كانت وقعة بريح تحت تريم بين آل كثير وآل يماني قتل فيها جماعة من القبيلتين ، والله أعلم.
__________________
(١) العدة ١ : ١٦٠.
(٢) العدالة : هنا الصلح.
(٣) العدة : المصابين.
(٤) العدة : دويس.
(٥) يعني باسنجلة.
(٦) ترجمته في المشرع الروي ١ : ١٨ وفيه وفاته سنة ٩١٧ ه.