سنة اثنتين وثلاثين
فيها (١) : اليوم الأربعاء لسبع خلت من شهر صفر توفي الشيخ الكبير العالم القطب الشهير العارف بالله تعالى البدر المنير سلطان العاشقين أوحد عباد الله الصالحين صاحب الأحوال والأقوال والكرامات أبو عبد الله محمد بن علي بن أحمد بن إبراهيم بن محمد السّودي الشهير بالهادي اليمني نفع الله به ، وقبره بتعز مشهور بها يزار ويتبرك به وعليه قبة معظمة ، ومكانه مهيوب ، وكان من العلماء الراسخين والأئمة المتبحّرين درّس وأفتى ثم طرأ عليه الجذب.
وحكي : أنه كان يقرأ في الفقه على بعض العلماء فلما وصل إلى هذه المسألة : والعبد لا يملك شيئا مع سيده ، كرّر هذا السؤال على شيخه كالمستفهم واعترته عند ذلك هيبة عظيمة وبهت وحصل عليه الجذب ، وصدرت منه أمور تدّل على أنه من العارفين بالله ، ورويت عنه كرامات ، وله ديوان شعر عظيم رائق النظم مشهور على طريقة أهل التصوف على قواعد أهل البديع جاء فيه بكل معنى بديع ، وقيل إن نظمه للشعر هذا ما وقع إلّا بعد الجذب ، حكي : إنه كان ما يقوله إلّا في حال الوارد مثل الشيخ عمر بن الفارض ، والفقيه عمر بامخرمة وغيرهما من أولياء الله تعالى ، وكان يكتبه بالفحم فوق الجدارات ، وإذا أفاق محى ما كتبه من
__________________
(١) النور السافر : ١٤٣. وانظر في مناقبه الفيض الجودي في مناقب السودي لابنه عبد القادر (مخطوط).