سنة تسع وثمانين
فيها (١) : توفي الشيخ الفاضل المحدث المعمر عبد المعطى بن الشيخ حسن بن عبد الله باكثير المكي الحضرمي بأحمد أباد ليلة الثلاثاء لثلاث بقين من ذي الحجة ، وكان مولده سنة خمس وتسعمائة ، وكان من الأدباء الفاضلين والشعراء المصقعين ، ولد بمكة ونشأ بها ولقي جماعة من العلماء الفاضلين ، وشارك في المنقول والمعقول ، وتفنّن في كثير من العلوم ودخل الهند وأقام بها ، وكان حسن المحاضرة لطيف المحاورة فكها له ملحا ونوادر ، ولم يزل على قدم التعفف إلى أن مات ، وحكى عنه أنه قرأ كتاب الشفا على بعض مشايخه في مجلس واحد وذلك بعد صلاة الصبح إلى أول الظهر ، ومن شيوخه شيخ الإسلام زكريا الأنصاري ، كان سمع عليه صحيح البخاري بقراءة والده فهو يرويه عنه سماعا كما في اصطلاح أهل الحديث ، والشيخ زكريا يرويه عن شيخ الإسلام ابن حجر العسقلاني ، ولهذا اشتهر صاحب الترجمة بالسند العالي ، وتميز عن أقرانه بذلك فازدحم الناس على الأخذ منه ، وصار له من الحظ بسبب ذلك ما لا مزيد عليه ، ومن شعره مضمّنا للبيت الثاني :
__________________
(١) النور السافر : ٣٢٥.