الجبائي (١) : رحمهالله بمدينة زبيد ودفن بعد صلاة المغرب من ليلة الاثنين إلى جنب سيدي الشيخ أحمد الصياد ملاصقا له داخل المشهد من جانب اليمن بوصية منه ، وكان له مشهد عظيم لم تر العيون مثله وصلّي عليه بجامع زبيد ، وجبا (٢) ناحية مشهورة غربي تعز ، كان إماما عالما محققا مطّلعا قوي الادراك جيد الفطنة حسن الاستنباط وتفقّه بعلماء قطره ، ثم ارتحل إلى عدن وأخذ من إمامها القاضي العلامة ابن كبن وبرع وتميز وساد الأقران وصار واحد زمانه ، وولي قضاء الأقضية في قطر اليمن ، وارتحل إليه الطلبة من كل جهة من جهات اليمن وانتفعوا به كثيرا وسادوا وتميزوا ، منهم العلامة موسى ابن الزين الرداد ، والقاضي العلأمة شهاب الدين أحمد بن عمر المزجّد وغيرهما ، وكان له رحمهالله تعالى ثروة عظيمة واتباع ورياسة تشبه رياسة الملوك ، وكان عمدة وقته في الفتاوي ، ومن وقف على كلامه ورأى ما فيه من عظم البلاغة ، وحسن الاستنباط واقتداره على تحرير المواضع المشكلة وحلّها وتقريرها على أحسن الوجوه ، علم جلالة الرجل وعلم مقامه ، ولم يزل على الحال المرضي إلى أن توفي بزبيد رحمهالله تعالى.
وفيها أول السنة (٣) : تأخر المطر عن أيامه بجهة زبيد واشتد الأمر ، فأمر قاض زبيد الإمام محمد بن عبد السلام الناشري الناس بصيام ثلاثة أيام ، ثم خرج بهم في الرابع صائمين بذلة وتخضع وصلى بهم الإمام الفقيه شهاب الدين أحمد بن الطاهر جعمان (٤) قاضي حيس وخطب بهم ، وكان يوما مشهودا فحصل الفرج العظيم قبل الاستسقاء وبعده.
__________________
(١) كذا في الأصل وفي النور : ٣٨ يوسف بن يحيى الجبائي. والصواب : يوسف بن يونس بن يحيى الجبائي ، أنظر طبقات صلحاء اليمن للبريهي : ٢٤٤ والفضل المزيد : ١٢٣ والسناء الباهر : ٣٤.
(٢) في الأصل : حبان.
(٣) الفضل المزيد : ١٢١ في حوادث سنة ٩٠٤ ه وقلائد النحر لوحة : ١٨٨.
(٤) في (س) جمعان خطا. وانظر الفضل المزيد : ١٢١.