خارج باب القرتب بظاهر مدينة زبيد ، ومدرستان بمدينة تعز ، وأجرى العين بها والجامع الكبير ، بالمقرانة ومسجد القبه بها ، ومدرسة عظيمة برداع العرش ، ومسجد بداخل عدن ، وأجرى المياه بظاهر باب البر منها ، وصهريح عظيم لم يسبق إلى مثله ، وآخر بقرية عسيق (١) وله مساجد وصهاريج في أماكن محتاجة إلى ذلك كثيرا وآبار في الأماكن المحتاجة إليها والمواضع المنقطعة ، وله من أعمال البر ما لا يحصى كثرة ، ضاعف الله له الثواب وأحسن له المرجع والمآب.
وفيها (٢) : في يوم الأحد سادس عشر المحرم ، توفي الشيخ الكبير العارف بالله تعالى عبد الرحمن بن الشيخ علي بن أبي بكر باعلوي بتريم ودفن بها رحمهالله تعالى ونفعنا به ، وكان مولده سنة خمسين وثمانمائة ، وكان من الأولياء العارفين والمشايخ الصالحين زاهدا عابدا ورعا وحكي عن مجاهداته أنه كان وهو صغير يخرج هو وابن عمه الشيخ أبي بكر بن عبد الله العيدروس نفع الله بهما إلى شعب من أشعاب تريم يقال له «النّعير» بعد مضي نصف الليل للتهجّد فينفرد كل واحد منهما بقراءة عشرة أجزاء في الصلاة ، ثم يرجعان إلى منازلهما قبل الفجر ، وقرأ الأحياء على والده أربعين مّره ، وبلغني أنه يغتسل لكل فرض ، ومن مشايخه أبوه الشيخ علي ، والفقيه الدوسري ، وكان يحفظ الحاوي في الفقه للقزويني والوردية في النحو ، واجتمع بالشيخ العلامه الصالح يحي العامري وله منه إجازة وحكى لما اجتمع به وكان معه ابن عمه الشيخ أبو بكر فالتمسا منه أن يريهما موضع الأصابع النبوية من ظهره ، فكشف لهما عنها ، فرأوها بالعيان وقرأ «منهاج العابدين» والأربعين الأصل ، «ونشر المحاسن» «والروض» و «الإرشاد» لليافعي ، وكتاب «عوارف المعارف» للسهروردي ، وقرأ من كتب الشيخ محي الدين ابن عربي جملة منها «الفتوحات المكية» و «قوت
__________________
(١) الأصل عسيب وأصلحناه من أصول الكتاب.
(٢) النور السافر : ١٠٥ والغرر لخرد : ٤٣٣ والمشرع الروي ٢ : ١٣٤.