أحس بالدقة.
وفي نحو العشرين من ذي الحجة : وصلت الثلاثة الغربان التي كانت في باب المندب ، وشرعوا في الكلام في فكاك أصحابهم الذين عند السلطان بدر ، فأظهر لهم السّلطان طمع كثير ، فآل الأمر إلى أنهم شرعوا في صلح على أن أصحابهم يبقون على حالهم ، وإن الموسم الهندي يصل إلى الشّحر وإن في آخر الموسم يرسلون أربعة من أكابرهم يجلسون عند السلطان بدل (١) هولاء الماسورين ، ويكون هؤلاء الأربعة يكتبون الخطوط لأهل الخشب.
وفي هذه المدة : أرسل السّلطان إلى علي بن عمر بالأمان ، وأنه يصل إليه إلى الشّحر ، فوصل إليه فقابله السّلطان بالإعزاز والإكرام.
وفي أواخر ذي القعدة : ورد الخبر بوفاة السّيد الصالح الفقيه العلامة الفاضل الكامل العامل عفيف الدين الفقيه عبد الله بن عبد الرحمن بن الفقيه العلامة الإمام الولي الصالح اسماعيل بن محمد الحباني الإسرائيلي رحمهالله ونفعنا ببركاتهم.
وقد تقدم الكلام في السنة التي قبل موت الفقيه الفاضل عبد الله بن أحمد باسرومي ، وذكر الفقيه عبد الله بامخرمة أنه في سنة ثلاث وبعد ذلك وقفت على ترجمته في تاريخ السيد الشريف عبد القادر بن شيخ العيدروس باعلوي أنه في هذه السنة مثل ما ذكره الفقيه عبد الله بامخرمة قال السيد عبد القادر (٢) وفي : شهر ذي القعدة توفي الصّالح القاضي عفيف الدين عبد الله ابن أحمد باسرومي الشحري بمكة ، وكان عزم إلى الحج فلما توصل إلى مكه توفي بها قبل الحج في شهر ذي القعدة ، ودفن بالمعلاة وكانت ولادته ببلدة الشحر ونشأ بها وقرأ بها ، ثم ارتحل لطلب العلم إلى زبيد فأخذ عن إمامها الفقيه كمال الدين موسى بن الزين ، والعلامة جمال
__________________
(١) في الأصل «بدر».
(٢) النور السافر : ١٨٨.