سنة ست وثلاثين
في شهر صفر استولى السّلطان بدر على غيل بن يمين ، وأخرج أولاد يمين منه.
وفي (١) أثناء هذا الشّهر : وصل الخبر بأن السلطان محمد بن عبد الله إغتاظ وتعب بسبب ما فعله أخوه السلطان بدر من أخذ غيل بن يمين ونهب أموالهم ، وأظهر إنه محشوم من جهتهم حتى قيل إنه أمر ينادى في تريم ، ثم إنه راجع السلطان بدر في ردها عليهم فاعتذر عليه فازداد تعبه ، ولم يزل الأمر كذلك حتى انه أظهر الخلاف على أخيه بدر ، وجاء إلى هينن وأراد الحصن فمنعه الرامي منها وكذلك تريس وتريم منعه الرامي منها ، فلما رأى ذلك انتقل إلى بور عند آل كثير فأظهروا له الإجابة إلى ما أراد ، وكان أكثرهم يؤد الفتنة بينه وبين أخيه ، هذا كله وابن يمين في جبل الحموم ملتجئا إليهم ومستغيثا بهم في زعمه ، فأظهر الأحموم (٢) الخلاف على السلطان وتسلطوا على الضّعف (٣) ، ونهبوا الّناس ، وقطعوا السّبل وخوفوا الأظراف (٤) وغيرها ، حتى إن أهل خرد ـ بلد قريب الشحر قدر ساعة ـ وغيرهم ، هربوا إلى الشحر وجرت أمور يطول ذكرها ، فلما كان
__________________
(١) العدة ١ : ١٦٧.
(٢) العدة : الأحموم.
(٣) العدة : الضعيف.
(٤) كذا في الأصل بالظاء المعجمة : وفي العدة : الأطراف بالمهملة.