سنة ثلاث وعشرين
فيها : زالت دولة الشركسية ، وقد تقدّم الكلام في السنة التي قبلها فقد قانصوه الغوري وتولية ابن أخيه طومان باي (١)
وفي صبح يوم الخميس مستهل شهر المحرم أول هذه السنة (٢) : التقى الجيشان بالريدانية جيش سليم شاه الرومي ، وجيش طومان باي الشركسي وقت طلوع الشمس ، فما كان غير قليل حتى انكسر عسكر طومان باي ، وولىّ منهزما ، واستولى السلطان سليم على مصر وأعمالها من ذلك اليوم ، وقتل طومان باي بعد الوقعة بثلاثة أشهر قتله السلطان سليم شاه غدرا من بعض العرب أتى به إلى سليم شاه والله أعلم ، ولما دخل سليم شاه مصرا نقل جميع تجارها إلى الروم ، وصادر أهلها بمال عظيم ، قال الفقيه عبد الله بن عمر بامخرمة : سمعت خطيب المدينة الشريفة يقول : لما أخذت مصر انشدني الوزير ابن الجبعان ، وكان وزير الملك الأشرف قانصوه الغوري لما قتل وتولى السلطان سليم شاه ، هذين البيتين :
ليت شعري من على مصر دعا |
|
مخلصا لله حتى سمعا |
ملؤوها وحشوها نكدا |
|
فهي تبكينا ونبكيها معا |
وكان أول من صودر وأخذ منه مال كثير ، قال المؤرخ : سمعت
__________________
(١) في (س) طرمان باي.
(٢) انظر بدائع الزهور ٥ : ١٠٢.