إلى مصر بعد وقعة أخرى بغزة من الشام ، وانهزم العسكر المذكورون إلى مصر ، فلما كان بعد ذلك وقد وصلت أخبار فقد السلطان الغوري ، وكان يوم الأربعاء عشر من شهر رمضان ، فتولّى السلطان بمصر ولد أخيه ، وهو السلطان الملك الأشرف طومان باي يوم الخميس عشرين شهر رمضان المذكور ، فلما كان يوم الثلاثين من شهر الحجة الحرام ، وصل السلطان سليم إلى البويب بالقرب من بركة الحاج ، ثم أصبح يوم الخميس مستهل شهر المحرم الحرام سنة ثلاث التقيا كما يأتي.
وفيها (١) : في منتصف شهر صفر قدم عبد الحق بن محمد النظاري من الجبل إلى زبيد بجمع عظيم أكثرهم من المشايخ أصحاب الرّباطات والضّعفاء الذين لا غنى منهم وفسح جماعة ومنهم سلموا أموالا وبقي الضعفاء الذين لا يقدرون على شيء ولا يعرفون القتال ، وكان الفقيه أبو بكر بن المقبول الزيلعي صاحب اللحية مساعدا للمصريين بماله ونفسه وواصلوه بخلع وصلات من صاحب مصر ، وأمروه أن يخطب في اللّحية لصاحب مصر ففعل ، فلما علم أبو بكر بن المقبول باخراب المصريين لبندر الحديدة طلع من اللحية إلى كمران ، وقال للمصريين : نحن نوثق (٢) لكم طريق البر من بندر اللّحية ، ونعينكم على ما أحببتم فأرسلوا معه إلى اللحية ، بغراب فيه [مائة](٣) مملوك ، فتقدّم بهم إلى جهة مور وبها يومئذ الأمير محمد بن سليمان [بن جّياش السنبلي (٤) أمير من قبل السّلطان فخرج إليهم بمن معه من العسكر فرماهم المصريون بالبندق ولم يكن معهودا باليمن فقتل الأمير محمد بن سليمان](٥) في جماعة من أصحابه واستولوا المصريون على مور ، فعزم جماعة الزيديين إلى الأمير حسين بيك إلى
__________________
(١) قلائد النحر لوحة : ١٩٤ الفضل المزيد : ٢٦١ في حوادث سنة ٩٢١.
(٢) القلائد : نفتح.
(٣) ساقط من الأصل.
(٤) الأصل السنبكي. وأصلحناه من الفضل المزيد.
(٥) ما بين المعكوفتين ساقط من مخطوطة قلائد النحر نسخة ليدن.