جزيرة كمران ، فبايعوه وطلبوا منه أن يرسل معهم من جنده مائتي مملوك وتكفلوا بجوامكهم وأداء خراج البلاد إليه فأرسل معهم مائتي مملوك فوصلوا بهم قرية الضحى (١) وبها جمع من عسكر السّلطان عامر ، فلما التقى الجمعان انكسر عسكر عامر ، وقتل منهم جماعة بالبندق ونهب المصريون والزيديون قرية الضحى وأحرقوها وخربت ، وانتقل من بها من الدولة إلى الغانمية (٢) ، ولما بلغ الشيخ عامر ، وهو ببلدة المقرانة ما جرى بتهامة أرسل أخاه عبد الملك لكشف الأمور ، فقدم مدينة زبيد حادي عشر ربيع الأول ، ثم تقدّم منها إلى الجهات الشامية ، حتى بلغ المرجف (٣) فلما علم الأمير حسين بوصول الشيخ عبد الملك إلى المرجف نزل من جزيرة كمران إلى بيت الفقيه بن (٤) حشيبر ، ومعه من الجند نحو ألف [مقاتل غالبهم من الرّوم وعسكر سلطان الرّوم سليم شاه بن بايزيد العثماني أرسلهم على يد الأمير سلمان مددا لصاحب مصر قانصوه الغوري على قتال](٥) الإفرنج الذين بالهند ولم يعلم صاحب الروم بما انطوى عليه صاحب مصر وأميره حسين من طلب الاستيلاء على اليمن ، فلما استقر الشيخ عبد الملك بالمرجف قدم الشريف عز الدين بن أحمد بن دريب أخو العزيز صاحب جازان في جمع من الترك والروم والمعازبة (٦) فلما التقى الجمعان كانت بينهما وقعة عظيمة ، قاتل فيها الشيخ عبد الملك فارسا وراجلا ، وأبان عن شجاعة عظيمة ونفس كريمة ، وقتلوا من الأتراك جماعة ومات تحت الشيخ عبد الملك ثلاثة أفراس ، وقتل فيها من جند السلطان جماعة من الشجعان وكان يوما عظيما ، قال القاضي الطيّب : سمعت
__________________
(١) الضحى : بلدة في وادي سردد جنوبي الزيدية بمسافة ١٨ ك م. (معجم) : ٣٩٥.
(٢) الأصل : الغنيمة وأصلحناه من قلائد النحر.
(٣) كذا في الأصل والقلائد. وفي الفضل المزيد : ٣٦١ المزحف.
(٤) كذا صوابه : الفقيه ابن عجيل. معروفة هناك.
(٥) ما بين المعكوفتين ساقط من القلائد مخطوطة ليدن.
(٦) الأصول : المغاربة وأصلحناه من عندنا.