إلى حضرموت آخر شهر ذي القعدة لأن السلطان بدر بحضرموت انتهى.
قال باسنجلة : لما خرج الباشة سليمان الطواشي من مصر أمر بقتل الخمراوي (١) وسببه أن الخمراوي جهز في العمارة برشتين عظيمتين وعددهن وجميع ما يتعلق بهن وقد العمارة متخلفه بالسّويس والطواشي متّوهم أن الخمراوي يعزم الى الهند معه ، فلما آن السفر وطلب الطواشي للعزم معه أظهر مرسوم بأن له الإختيار في السفر أو الجلوس إن أراد الجلوس ، فوقع في نفس الطواشي ، وقال : يريد يملك مصر بعدي ، فأعمل الحيلة في قتله وقتل ولده معه ، وأخذ مماليكه وخشبه ، وقتل الأمير (٢) بن عمر صاحب الصعيد ، وقتل الأمير بن بقر ، ويقال أن قتل هؤلاء بغير سبب ، ولا شك أن هذا الطواشي كان سفاكا للدماء ، وهو الذي قتل (٣) الشيخ عامر رحمهالله وغيره.
وحدثني (٤) من أثق به من معالمة (٥) التجريدة قال : لما طرحت خشبنا على بندر الديو طلع إليهم الخواجا صفر سلمان ، وقال : أن البلد قد خالفت فيها أنا وأهل البر وأخذنا الجزيرة والكوت نحن (٦) حاصرينه والحمد لله على وصولكم ، وكان من حكاية صفر وأخذه للديو : أن الإفرنج لما قتلوا بهادر شاه واستبقوا صفر كما تقدم ، فكان عندهم محترم محشم ، وكان عين الديو عند الافرنج وغيرهم من أهل الهند والأمر إليه في الديو ،
__________________
الحديدة (معجم : ٥٤٠).
(١) كذا في الأصول بالخاء المعجمة وأظنه الحمزاوي بالحاء المهملة والزاي المعجمة ، قلت : وهو كذلك بالحاء المهملة والزاي واسمه جانم الحمزاوي ، أنظر خبر قتله في البرق اليماني : ٨٢. وانظر أيضا الكواكب السائرة ١ : ١٥٦.
(٢) في البرق اليماني : ٧٧ ، زعير ، ولعله غيره.
(٣) في (ح) «وكان قتله للشيخ عامر» ثم أصلحه في الهامش ورمز بحرف (ظ) أي ظنا ثم جاء ناسخ (س) واكتفى بما في الهامش من نسخة (ح) والله أعلم بالصواب.
(٤) الحديث هنا لباسنجلة.
(٥) المعالمة : جمع معلم وهو ربان السفينة.
(٦) في الأصول : نحنا.