سنة ثلاث وثلاثين
يوم (١) الأحد سابع شهر صفر : توفي العلّامة الرّباني والقطب الصّمداني شافعي زمانه ، وجنيد أوانه ولي الله بالاتفاق وشيخ المشايخ على الأطلاق المشهور في الأفاق جمال الدين محمد بن علي بن عراق بمكة المشرفة ، وكان وصوله من مدينة المصطفى لإطفاء الفتنة التي أطفأها الله تعالى بوصوله وكان وصوله في رمضان سنة اثنتين وثلاثين ، وكانت بين الشريف أبو نمي بن بركات والأروام وأميرهم سلمان ومعهم خير الدين ، وإظهارهم أن نيتهم العزم على الافرنج وقتلا كلاهما باليمن كما سيأتي ، وكان رحمهالله من كبار المشايخ العارفين ، وبقية الصفوة من الأولياء الوارثين ، وكان من رجال الطريق ومشايخ التّحقيق وخاتمة ذوي العرفان وعمدة في تربية المريدين من أهل الإيمان نفعنا الله به ، ومن أولاده الشيخ العلّامة الحبر الفهامة قدوة وقته في المعقول والمنقول ، والمعول عليه في الفروع والأصول شيخ الأنام بطيبة النبوية ، ومرجع الخاص والعام بالحضرة المصطفوية ، الشيخ علي بن محمد بن عراق ، وكان من كبار أهل العلم ، وله جملة مصّنفات ، منها «تنزيه الشريعة» (٢) وهو كتاب جليل عظيم الفائدة ، ومنها «الصراط المستقيم في فضل بسم الله الرّحمن الرّحيم» وسئل عن القهوة [والسائل له الشيخ العلّامة رضي الدين محمد بن إبراهيم الحلبي
__________________
(١) النور السافر : ١٧٤. وانظر الكواكب السائرة ١ : ٥٩ وشذرات الذهب ٨ : ١٩٦.
(٢) من أشهر كتب الموضوعات طبع عدة مرات.