الإفرنج في سافل إلى الديو ، فلما وصلوا بندر الديو طلع لهم السلطان بهادر وعرف (١) بنفسه في غراب الخواجا صفر سلمان علي سبيل المواجهة لهم ، ومعه نحو عشرة من وزرائه ، ومعه الخواجا صفر ، فلما وصل اليهم أظهروا له الإكرام والحشمة والمساعدة على أعدائه المغل الذين أخذوا بلاده ، وقد سبق الكلام عليه في سنة سبع ، ونقموا عليه بتصدير الخشب إلى جدة كما سبق ذكرها ، وأنه ما قصده الا يستنهض الأروام عليهم ، فاعتذر عند ذلك ، وقال : إنما قصدي أعزم فيها إلى الحج ، فما اتفق الا الوزير وبعض أهلنا على قصد الحج لا غير ذلك ، فلم يصدقوه ، فلما خرج من عندهم ألحقوا وراءه غرابين فقاتلهم قتالا شديدا ، فقتل هو والوزراء الذين معه ما خلا الخواجا صفر فإنهم استبقوه ، واستولوا الإفرنج [على] الديو ، فنادوا للناس بالأمان فتراجعوا اليها أهلها ، قال الفقيه عبد الله (٢) : وهذا لعمري من بهادر في غاية ما يكون من التّساهل والتضييع ضيّع نفسه ، وضيّع المسلمين ، وضيّع الممالك ، فإنا لله وإنّا إليه راجعون ، قال السيد عبد القادر العيدروس (٣) : يجمع ذلك عدد حروف «قتل سلطاننا بهادر».
قال الفقيه عبد الله بامخرمة : وفيها ، وصل الخبر أن السلطان محمد أتلف بعض زراعة هينن ، وذلك ما كان لبدو آل كثير ، وإن الرعية صالحوه على ترك زرعهم بألف وثلثمائة قهاول.
وفي هذه الأيام : وصل الخبر أن بدر إبن السلطان محمد توفي بظفار.
وفي : شهر ربيع الثاني ترك السلاطين العدالة التي بينهما وأطلق على كل منهما ما كان له من العراص (٤) فأطلق على بدر الشّحر والمعلاة وهينن
__________________
في أحوال البرتفاليين» للمليبارى : ٢٠١ ط بيروت.
(١) غرب.
(٢) يعنى بامخرمة.
(٣) النور السافر : ١٩٠.
(٤) في (س) العراص بالصاد وأثبتناه من (ح) والعراص جمع عرصة البقعة والساحة أمام