سنة اثنتين وعشرين
في سلخ (١) المحرم : توفي الشيخ أحمد بن الشيخ أبي بكر بن عبد الله العيدروس بعدن ودفن بقبة أبيه ، وعمره يومئذ أربعون سنة تقريبا فهو الوارث لأبيه وجده وحامل الراية من بعده ، وولي عهده فقد قام بالمقام أتمّ قيام ونهض بما نهض به آباؤه الكرام ، وواضب على إطعام الطعام وصلة الأرحام والإحسان إلى الفقراء والأيتام ، قائما بكفالة الفقراء نفقة وكساء صيفا وشتاء حتى أن ثمن الكسوة التي اشتراها آخر رمضان بلغت خمسمائة دينار ، ومحاسنه أكثر من إن تحصر وأشهر من أن تذكر رحمهالله تعالى ونفع به آمين ، وللعلامة الفقيه الولي الصالح جمال الدين محمد بن عمر بحرق مرثاة فيه في غاية الحسن وهي هذه (٢) :
لمن تبني مشيدات القصور |
|
وأيام الحياة إلى قصور |
وحتام التهالك والتفاني |
|
على الخّداعة الدنيا الغرور |
فما يغتر بالدنيا لبيب |
|
ولو أبدت له وجه السرور |
فغاية صفوها كدر وأصفى (٣) |
|
حلاوتها إلى الكاس المرير |
__________________
(١) النور السافر : ٩٨. والفضل المزيد : ٢٧٩.
(٢) انظرها في النور السافر : ١٠٠.
(٣) النور السافر : وأقصى.