الشهر ، ووصلنا زبيد ضحى يوم الأحد ثاني وعشرين ، وعزمنا منها بعد العصر ووصلنا البقعة هجيرة يوم الاثنين ثالث عشر وصرينا من البقعة صبح يوم الثلاثاء رابع عشر.
وفي ليلة الأحد أو يوم الأحد حادي عشر ذي القعدة ، سار صاحب زبيد والأمير بهرام وما معهم من العسكر إلى تعز بقصد أخذها.
وفي يوم الاثنين العشرين في الشهر : وصلنا بندر جازان فوجدنا فيها الخبر أن عامر عزيز من الأشراف بني دريب استولى عليها ، وذلك أنه كان عند الإمام فلما حصل من الأروام هذه الفتنة أمدّه الإمام بعسكر وأمره بأخذ جازان لأنها كانت في الأصل بلدهم.
وفي ليلة الاثنين سابع وعشرين الشهر : لحقنا زعيمه (١) وأخبرنا أهل الزّعيمة : أن أصحاب الإمام الذين تولّوا جازان مع عامر عزيز قتلوه واستبدوا بولاية البلد ولم يتبيّن لنا السّبب الحامل لهم على قتله (٢).
وفي يوم السّبت ثالث عشر ربيع الأول : وصل نائب جدة خشكاري (٣) من مصر إلى جدة بعسكر على أنه يوصلهم إلى اليمن ووصل قبله بنحو عشرة أيام السيد أحمد بن أبي نمي من الروم إلى الحجاز بمراسيم فيها أنه نائب الحجاز ، وذلك بمراسم برضّى من والده ، وكان هو هذا الذي طلب ذلك وسعى فيه ، وكان سافر معه إلى الروم جماعة من قضاة مكة المعزولين منهم القاضي عبد اللّطيف أبو كثير (٤) ، والقاضي تاج الدين بن يعقوب المالكي ، وبعض بني ظهيرة ممن كان قد ولي قضاء القضاة بعد القاضي محب الدين وجماعة من أرباب الوظائف بمكة ، فمات منهم بالرّوم جماعة ، منهم القاضي عبد اللطيف وولده وابن أخيه ، والرئيس
__________________
(١) زعيمة : سفينة صغيرة.
(٢) أنظر في ذلك المخلاف السليماني ١ : ٢٧٧.
(٣) لم أقف على هذه اللفظة ولعله خشكلدي كما سيأتي.
(٤) هو عبد اللطيف بن أحمد باكثير أنظر ترجمته في البنان المشير : ٤١.