قضى زكريا نحبه فتفّجرت |
|
عليه عيون النّيل يوم حمامه |
لتعلم أن الدهر راح امامه |
|
وما الدهر يبقي بعد فقد إمامه |
سقى الله قبرا ضمّه مزن (١) صيب |
|
عليه مدى الأيام سحّ غمامه |
وحكى : إن بعض قضاة مصر كان يسمى صالحا وكانت أحكامه غير مرضية ، وكان شيخ الإسلام المذكور يكره أفعاله القبيحة ويتأذى منه جّدا حتى هجاه بهذين البيتين وهما :
الاسم غير المسمى |
|
والحق أبلج واضح |
إن كنت تنكر هذا |
|
فانظر لسيرة صالح |
وفيها (٢) : ضحى يوم الثلاثاء توفي الشهاب الفاضل أحمد بن الحسين بن محمد بن عيسى بن محمد بن أحمد بن مسلم الشهاب البدر (٣) المكي ، ويعرف بأبيه بإبن العليف بضم العين تصغير علف بمكة ، فجهز في ظهر تاريخه ودفن في المعلاة ، مولده في جمادى الأولى سنة إحدى وخمسين وثمانمائة بمكة ، ونشأ بها فحفظ القرآن والألفية النحوية ، والأربعين النووية وعرضها ، وسمع بمكة على التقي ابن فهد وولده النجم والزين عبد الرحيم الأسيوطي وأبي الفضل المرجاني ، قال السخاوي (٤) : وتكسب بالنساخة مع عقل وتودد وحسن عشرة ، وألف لسلطان الروم بابزيد بن عثمان «الدر المنظوم في مناقب سلطان الروم» ومدحه فرتب له خمسين دينارا في كل سنة فتجمل بها ، ومدح صاحب مكة السيد بركات بن محمد فاقتصر (٥) في مدحه وحظى عنده لبلاغته حتى صار متنبي زمانه ، ثم أصيب بكثرة الأسقام في آخر عمره حتى مات رحمهالله تعالى ، ومن نظمه
__________________
(١) الأصل : عون.
(٢) النور السافر : ١١٧. وانظر شذرات الذهب ٨ : ١٤١ والاعلام ١ : ١١٧.
(٣) النور السافر : المبذر.
(٤) السخاوي : الضوء اللامع ١ : ٢٩٠.
(٥) الأصل : فاقتضى.