وفي شهر جمادى الثاني وأوائل رجب : عزم السّلطان محمد من حضرموت ليلا من غير علم أخيه السلطان بدر وما ظهر خبره إلا من غيل بن يمين ، ثم عزم منها إلى المشقاص ووقف فيها ، وفي أواخر رجب أعطى السلطان بدر للأمير ناصر بن أحمد هينن والمخينيق والعجلانية وما في هينن من المال والعدة وأعطاه خمسة عشر عبدا وثلثمائة أوقيه ذهب ونحو خمسين خرقه حرير ومن الدراهم مبلغا كبيرا ومن الخيل التي معه محاسنها ، ثم وصل السلطان بدر إلى الشحر ثاني عشر رمضان وأرسل لناصر إلى هينن بستة آلاف أشرفي على أنه يرسلها إلى القبلة يجمع بها عسكر من خولان وغيرهم ويستدعي بهم إلى حضرموت ، وذكروا أنه اتفق بينه وبين ناصر أنه إذا وصل العسكر المذكور أن السلطان يعطيه تريم مثل هينن ، ويستقل ناصر بولاية هذه البلدان ويقوم بحرب آل عامر وآل المسفلة ، وهذا من العجائب.
وفي يوم الخميس رابع وعشر من شوال (١) : خرج الأمير بهرام بنحو مائتين من الأروام من طريق البر إلى حيس لأجل ملاقاة صاحب زبيد واستدعى بهم ليطلع هو وهم إلى تعز لأنه ورد عليهم أمر من سليمان باشة بذلك.
وفي يوم الجمعة خامس وعشرين الشهر : عزمنا (٢) للحج إلى بيت الله الحرام وتحيّرنا في البندر لقوة الأزيب وعسر الخروج من البندر مع قوة الأزيب ، ولم يتفق السّفر من البندر إلّا يوم الأحد سابع وعشرين الشهر ووصلنا بندر المخا يوم الخميس ثاني ذي القعدة ، ولم يتفق لنا نزول إلى البلد إلّا صبيحة الجمعة ثالث الشّهر ، وسرنا منها طريق البر ليلة الثلاثاء وقت العشاء سابع الشهر ، ووصلنا حيس آخر الليل من ليلة الأربعاء من الشهر ، وسرنا من حيس قريب وقت العصر من يوم السبت حادي عشر
__________________
(١) روح الروح : ٥٩.
(٢) الضمير في قوله «عزمنا» يعود إلى الفقيه عبد الله بن عمر بامخرمة.