ولجماعة من الفضلاء فيه تواريخ ، وكان مولده (١) سنة تسعة عشر وتسعمائة بتريم ، ونشأ بها ورحل إلى مكة وقرأ بها ، ومن شيوخه شيخ الإسلام الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي المصري ثم المكي ، والفقيه الصالح العلامة عبد الله بن أحمد باقشير الحضرمي ، له من كل منهما إجازة في جماعة آخرين يكثر عددهم ، واجتمع بالعلامة الديّبع بزبيد ، وأما مقروءاته فكثيرة جدا ، ومن تصانيفه «العقد النبوي والسر المصطفوي» «والفوز والبشرى» وشرحان على قصيدته المسماة «تحفة المريد» أحدهما أكبر من الآخر ، أما الكبير فالمسمى حقائق التوحيد والصغير سراج التوحيد وغيرها ، وله ديوان شعر ، وله مناقب وكرامات كثيرة.
قال : سيدنا السيد عبد القادر بن السيد شيخ صاحب الترجمة بعد أن أتى ببعض من كراماته وإشاراته قال : ومناقبه وكراماته ليس هنا محلها وقد أفردها غير واحد من العلماء بالتصنيف كالشيخ العلامه أحمد السندي في رسالة له ، والشيخ العلامة شهاب الدين أحمد بن علي البسكري المكي في كتابه نزهة «الإخوان والنفوس في مناقب شيخ بن عبد الله العيدروس» وقد ذكرت كثيرا منها في مقدمة كتابي «الفتوحات القدسية في الخرقة العيدروسية» [وإنما](٢) قصدنا الآن الإشارة إلى ذلك إجمالا ليستدل به على جلالة قدره وكفى بالنفحة دليلا على الزهر ، وبالغرفة معرفة بعذوبة النهر ، وبقلامة الهلال تنبيها على إقبال شخص الشهر ، انتهى.
وفيها (٣) : توفي العلامة المفنن الشيخ الصالح عبد النبي الهندي شهيدا رحمهالله ، وكان من العلماء الأكابر المتبحّرين في العلم ، وكان معظما عند السلطان أكبرين همايون المغل جدا بحيث يقال أن السلطان
__________________
(١) في (س) تاريخه ثم أصلح بالهامش.
(٢) ساقط من (س).
(٣) النور السافر : ٣٣٩.