سنة خمس وأربعين
فيها أول المحرم : خرج القرار (١) محمد بن إبراهيم هو وأخوه أحمد المجاهد صاحب برّ سعد الدين في أربعمائة خيّال ، ومن الرجل ألوف إلى زيلع لما علم قتل المهرة لأميره وكاتبه سعيد ، وقد تقدّم في سنة أربع (٢) الذين قتلوه من المهرة ، فما جاء إلّا وقد هربوا الفتّاك وما حسبوا المهرة المقيمن أنه يواخذهم بذنب أصحابهم ، وفي زيلع جماعة من المهرة سفّارة ، وفيها من وجوههم جماعة ، فقبضهم ونهبهم ، وأخذ أموالهم وقتل منهم اثنين أحدهما سعد بن عمرو بن سلمان المحمدي ، وكان أعظم أصحابه شجاعة وهمة وعزما ، والثاني صحاح بن محمد الزّويدي شيخ بيت صحاح وأرأسهم وأعقلهم ، وأسر الباقين ، وطلع بهم إلى البر منهم سليمان بن حيوه سيّد بني عمه وأفضلهم وأسمحهم نفسا ، وتوفي هناك رحمهالله ، وأحمد بن مقدم بن عفرار ، توفي أيضا بالطّاعون ، والباقين أطلقهم.
ومن خط الفقيه عبد الله بامخرمة قلت : وفيها ليلة الأربعاء ثامن وعشرين المحرم كانت ولادة السيد الشّريف الفاضل الكامل بحر الجود والكرم والمروءة الشيخ عبد الله بن شيخ العيدروس بتريم رحمهالله ونفعنا به وبسلفه ، وتوفي إلى رحمهالله تعالى ليلة الجمعة رابع عشر ذي القعدة
__________________
(١) كذا في الأصل وهو القراد كما سبق.
(٢) يعني سنة أربع وخمسين وتسعمائة.