كان البخاري حافظا ومحدثا |
|
جمع الصحيح مكمل التحرير |
ميلاده صدق ومدة عمره |
|
فيها حميد وانقضى في نور |
وفيها (١) في يوم الجمعة الحادي والعشرين من جمادى الأولى : توفي الشيخ العلامة أبو السعادات محمد بن أحمد بن علي الفاكهي المكي الحنبلي ، وكان مولده سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة رحمهالله تعالى ، وكانت له اليد الطولي في جميع العلوم ، وأنه قرأ في المذاهب الأربعة ، ومن شيوخه الشيخ الكبير المحقق أبو الحسن البكري وشيخ الإسلام بن حجر الهيتمي والشيخ محمد الحطاب وآخرين من أهل مكة وحضرموت وزبيد يكثر عددهم ، ويقال أن الذي أخذ عنهم يزيدون على التّسعين وأجازوه ، ومقروءاته كثيرة جدا لا تنحصر ومن محفوظاته الأربعين النووية والعقائد النسفية والمقنع في فقه الحنابلة وجمع الجوامع في أصول الفقه ، وألفية بن مالك في النّحو وتلخيص المفتاح في المعاني والبيان والشاطبية في القراآت ، وكان يحفظ القرآن العظيم ويقرأ للسبعة مع التجويد ، ونظم ونثر وألف غير واحدة من الرسائل المفيدة ، منها الذي تكلم فيها على آية الكرسي وهي مفيده جدا ومنها شرح على نور الأبصار شرحا مختصرا وهو في فقه الشافعيه ، ومنها رساله في اللغة ، دخل الهند وأقام بها مدة ، ثم رجع إلى وطنه مكة شرفها الله تعالى في سنة سبع وخمسين ، فحج ذلك العام وزار النبي صلىاللهعليهوسلم ثم حج في السّنة التي تليها ، وعاد إلى الهند في سنة ستين وتسعمائة فأقام بها إلى أن توفي رحمهالله تعالى ومن شعره (٢) :
طبعت على حب المعزة والثنا |
|
وأرجوهما في طول عمري ديدني |
وها أنا أوصي كل خل معزز |
|
بأن لا يداني للدنا من يدي دني |
ورزق الحظّ في زمانه والجاه عند الأكابر والوزراء ، وكان السيد شيخ بن عبد الله العيدروس يسمّيه شيخ الإسلام ، وقال بعضهم : ما رأيت
__________________
(١) النور السافر : ٣٦٣.
(٢) هنا سقطت ورقه من الأصل.