بها مدة اثنتي عشر سنة ، وكان متقللا عن الدنيا خليّا منها راغبا في الآخرة كثير الذكر والأوراد ، وقرأ الإرشاد ثلاث مرات بعد نقله له ومنهاج العابدين ونشر المحاسن ، وغيرهن من الكتب على الفقيه الزبيدي والإحياء ، وتوفي بمكة المشرفة بأعلى المعلاة بجنب شيخه الشيخ محمد بن علي بن عراق ، والفقيه عبد الله بن أحمد باكثير رحمهالله آمين.
وفيها (١) : توفي الفقيه النبيه الولي العالم العلامة أوحد عباد الله الصالحين السيد الشريف برهان الدين إبراهيم بن علي بن علوي خرد بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الشيخ عبد الله بن علوي باعلوي رحمهالله وغفر له ونفعنا ببركاته ، وكان له خلق حسن كثير الإحسان والمنن مولده سنة إحدى وتسعمائة جاور ببيت الله الحرام وزار قبر نبيه عليه أفضل الصلاة والسّلام ، وله عدة سنين في الزيارة للضريح الشّريف وأعوام ، قرأ على فقهاء الحرمين الشريفين وتفقه بزبيد على الفقيه عمر المغربي والفقيه عبد الرحمن الديبع والفقيه العلامة العالم أحمد بن عمر المزجد ، والشاوري (٢) الفقيه الزبيدي في الفروع والأصول والنحو وغيرها من الفنون في العلم ، وكان يحقق العشر القراآت للقراء برواياتها ، و [تفقه في علم القراءة بالفقيه المدني محمود بن حميدان بالمدينة والإمام أحمد العجمي بمكة. وكان جده الشيخ الكبير الولي الشهير علوي بن الشيخ محمد](٣) كثير الاجتهاد والصّيام والقيام والانفراد والخلوات في الأودية الموحشة والفلوات ، كثير الجوع والصمت والورع ، زاهدا عابدا ناسكا سالكا للطريقة متحلّي بعزائم الشريعة ، وله المعرفة التامة والكشوفات الخارقة ، والأحوال الفائقة والفراسات الصادقة ، وله كرامات ظاهرة لا تخفى ، ومناقب لا تعد ولا تحصى ، منها أنه صلّى على نفسه بنفسه ، وذلك انه إن شاهده الولي الشريف الصالح عبد الله بن عبد الرحمن باعلوي عرف بالأصقع ، قال :
__________________
(١) غرر البهاء الضوى : ١٧٩.
(٢) الأصل الشادرى وأصلحناه من الغرر.
(٣) ساقط من الأصول وأضفناه من الغرر : ٧٩.