سنة سبع وستين
يوم (١) الجمعة تاسع وعشري شهر رجب الحرام : توفي الشيخ الكبير والولي الشهير قدوة العارفين وحجة الله على السالكين وجيه الدين عبد الرحمن بن عمر بن أحمد بن محمد بن عثمان بن أحمد بن محمد العمودي وهو الذي يلتقي نسبه مع ابن عمهم الشيخ أحمد بن عثمان الذي تقدّم ذكره بمكة المشرفة ، ودفن بالمعلاة ، وقد تقدم ذكر أبيه الشيخ عمر المدفون بالقنفدة ، وكان صاحب الترجمة الشيخ عبد الرحمن من الأولياء الصالحين والمشايخ العارفين كثير العبادة والإجتهاد عظيم الورع والزهد والمثابرة على الطاعة والأعمال الصالحة مع الإشتغال بالعلوم النافعة وكان مشاركا في كثير من فنونها ، وكان يحفظ «الإرشاد» في الفقه ومن مشايخه الشيخ أبو الحسن البكري والشيخ الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجر الهيتمي ، ومن تصانيفه حاشيه على «الإرشاد» ، وكان أراد محوها فمنعه الشيخ ابن حجر من ذلك ومنها «النور المذرور» ، وكان كثير التعظيم لأهل العلم مع الخمول المفرط والتواضع الزايد والاستقامة العظيمة والانقطاع إلى الله ، فلم يتزوج لذلك مدة عمره ، مقبلا على الطّاعة مذ نشأ ، روي أنه قدم تريم لزيارة من بها من المشايخ فاجتمع بالشيخ الكبير الولي العارف بالله شهاب بن عبد الرحمن أبو الشيخ علي باعلوي ، فأخبر بأنه اجتمع بالإمام الغزالي في غرفة بداره من طريق الكشف واستجاز منه كتبه
__________________
(١) النور السافر : ٢٣٧.