ذلك كان من غير علم الأمير ، فجاء من أحذر الشيخ ولم يصل الجمعة ، وأما الأمير فمذ دخل الشيخ عدن لم يصل الجمعة البته ، والظاهر أنه كان به مرض يكتمه عن الناس ، وفي يوم الاثنين أظهر الشيخ عبد الملك المنابذة والمخالفة للأمير ، وأطبقت معه يافع البلد بأسرها تجارها وغيرهم ، وأسعده بعض تجارها بالمال على سبيل القرض وقام معه عبيد اللوا ، وغالب أهل الجبل ، ورتب العسكر ، وهمّ بالهجوم على دار صلاح والاستيلاء على ما فيها ، فأرسل طائفة من عسكره فوجدوا الأمير قد أشحنها بالرّجال في مجالسها وطيارمها (١) يرمون بالحجارة والمدافع فمنعوها بذلك ، وقتل واحد من أصحاب الشيخ ، وفي ذلك اليوم قتل الحسيني البندقاني قتله أصحاب الشيخ ، فبعث الأمير في ذلك وقصد جماعة من يافع دار الناصري وبها عبد الله بن عبد النبي ، وقد أستعّد بها العسكر ، فكانوا يرمون من قصدها بالحجر والبندق ، فقتلوا جماعة من يافع نحو خمسة أو ستة والله أعلم (٢)
وفيها (٣) : توفي الأمير مرجان الطاهري (٤) وتولى الشيخ عبد الملك ، ابن محمد بن عبد الملك بن داؤد.
وفيها : بشهر صفر وقعة المحرقة (٥) بين السلطان بدر ، وبين آل عامر ومن معهم من المسفلة وآل عامر ، وقتل من أهل المسفلة ولد أحمد بن
__________________
(١) طيارمها : جمع طيرمانه وهي العلو المرتفع من المنزل كالسطحة واللفظة من الفارسي.
(٢) من هنا انتهى تاريخ قلائد النحر لبامخرمة الذي ينقل عنه المؤلف نقلا عن ابن أخيه عبد الله بن عمر بامخرمة في تقييداته كما ذكر.
(٣) النور السافر : ١٢٣.
(٤) الأصل «الظاهري».
(٥) كذا لعل صوابه (المحترقة) قرية هنالك. قال العلامة عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف : المحترقة هي واقعة في شرقي القروقر وهي المسماة في سابق الزمان «أنف خطم» انظر ادام القوت في بلدان حضرموت للسقاف لوحة : ١٢٣.